القاهرية
العالم بين يديك

تجهيز المسرح العالمي للحرب العالمية الوشيكة يجري على قدم وساق

21

 

بقلم/ وليد درويش

الأحداث أصبحت سريعة جدًا ومتلاحقة، حيث تتقدم نحو نشوب حرب عالمية ثالثة. يجري تجهيز مسرح عملياتها المحتمل شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا، مع البدء في تشكيل التحالفات السياسية والاقتصادية والعسكرية. فالنزاع على زعامة العالم ليس سهلًا، وتم إشعال الصراع بوقود يمثّل تحديات لدول عدة، لضمان المشاركة كلٌ حسب احتياجاته. ومن أمثلة هذه التحديات:

– المياه (حرب المياه)

– الحبوب (خاصة القمح)

– العملات

– الطاقة

– الأعراق

– الاحتلال

– الثروات المعدنية

– المنافذ البحرية

– الحدود

– التكنولوجيا (خاصة العسكرية)

كل هذه العوامل اجتمعت، ولأول مرة، في نفس التوقيت، وتم تفعيلها بطريقة أو بأخرى لتكون نواة الحرب الكبرى التي، إن اندلعت، لن تبقي ولن تذر. إذا نظرنا بتمعن، نجد أنها حرب اقتصادية، تكنولوجية، عسكرية، ووجودية بامتياز، تهدد العديد من الدول الكبيرة والمؤثرة. لكن يبقى السؤال: من هو المستفيد من إدارة هذه الصراعات؟ ومن هي الدول التي تلعب دور أدوات التنفيذ على الأرض؟

الملاحظ أن كل هذه الاشتباكات تدور بالوكالة، ولم تظهر بعد بصورة مباشرة.

بالنسبة للسؤال الأول، من المستفيد؟ المستفيد بكل تأكيد هو من يملك مصانع السلاح، الدواء، الثروات، التكنولوجيا، المعادن، الطاقة، وعباءة مالية مهيمنة. فالحرب هي الملاذ الأخير لتفادي الركود والهروب من الديون. الدفع نحو الحرب يجعل الصناعات العسكرية تعمل بقدراتها القصوى لتسليح أطراف النزاعات. ولأن هذه الصناعات هي “قاطرة اقتصادية عملاقة”، فهي تصب في صالح الاقتصاد. ولعل أبرز الدول التي تمتلك هذه الميزات هي الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، روسيا، والهند، وبعض الدول الأخرى.

الملاحظ أن هذه الدول تمتلك من الموارد الطبيعية ما لا تملكه العديد من الدول الأخرى، مثل:

– المياه

– القمح

– الطاقة

– التكنولوجيا

– عباءة مالية ضخمة

– القوة العسكرية

– الثروات المعدنية

لكن هاجس المستقبل هو العامل المشترك، فالنزاع على القمة دائمًا محفوف بهلاك ودمار مستقبل دول نامية وأخرى عانت من الجهل والاحتلال لسنوات. توسيع دائرة الصراع مكاسب للكبار ودمار لمن لم يمتلك القدرة على الصراع من أجل البقاء.

نستخلص مما سبق أن الولايات المتحدة الأمريكية والغرب هما ركن أصيل في كل الملفات، سواءً بشكل علني أو من خلف الستار. فهي من تشعل حرب روسيا وأوكرانيا، وإيران والشرق الأوسط، وإسرائيل مع دول الجوار، وفي القارة الأفريقية، والصين وتايوان، وكذلك الكوريتين، واليابان وروسيا، واليابان وكوريا الشمالية، وأذربيجان وجيرانها، وأيضًا باكستان والهند وأفغانستان. 

لم نرَ هذا، على سبيل المثال، على حدودها الجنوبية، أو في كندا، أو أستراليا، أو داخل حلف الناتو. الوجه الخفي للولايات المتحدة الأمريكية والغرب هو إشعال الصراعات وإدارتها منذ الحرب العالمية الثانية، وهو شكل من أشكال الاستعمار عن بعد للسطو على ثروات الشعوب.

لقد أدرك العالم الآن أن المنظمات الدولية ما هي إلا أدوات في يد الغرب فقط. تارة باسم حقوق الإنسان والحريات، وتارة باسم المحكمة الدولية ومجلس الأمن وصندوق النقد الدولي. لقد أبدع الغرب في سياسة العصا والجزرة لعقود طويلة، والآن حان وقت التغيير من قوى عالمية أخرى. لكن هذه لن تكون حربًا سهلة، بل ستكون شرسة بلا شك، ولها عواقب وخيمة على من لا يستعد لها بتحوط كافٍ لويلاتها.

حفظ الله مصر وشعوبنا العربية من كل سوء.

تحيا مصر حرة أبية، شامخة هاماتها بين الأمم

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات