القاهرية
العالم بين يديك

أين هي؟؟

77

كتبت ـ سها نافع

لم تكن تلك هي المرة الأولى التي اختار فيها وقت العصاري في ساعة النسيم لأمد يدي إلى مؤشر الراديو وأختار إذاعتي المفضلة ، والمفضلة أيضًا في ذلك الوقت لاختيارها لمستميعيها ولمتابعيها مجموعة من أجمل الأغنيات التي تغنى بها عمالقة الغناء العربي.

كما لم تكن أيضًـا تلك هي المرة الأولى التي استمع فيها لرائعة العندليب الأسمر ” أعز الناس” فقد استمعت إليها العديد والعديد من المرات في مراحل عمري المختلفة وعلى مدار سنوات كثيرة فائتة .

ولكنها كانت تلك هي المرة الأولى التي انتبه فيها والتفت بمعنى الكلمة بل واتعمق في حروف كلماتها ودقة وروعة وجمال معانيها ، وخاصًة في تلك الكلمات ذات الحكمة القدرية الصائبة والعجيبة:

” نقابل ناس ونرتاح في الكلام ويا ناس عن ناس “.

هنا التفت .

وهنا اسمعتني نفسي وابل من الأسئلة:

أين يقع هذا الأرتياح ؟؟

وكيف نرتاح في الكلام حقًا مع ناس عن ناس ؟؟

ولما؟؟

وبما نرتاح؟؟

ماهي تلك الأدوات التي تستقطب هذا الارتياح ؟؟

أين تكمن ؟؟

ما الذي يحدث في داخلنا وكيف يؤثر ذلك على مشاعرنا ووجداننا وأرواحنا وقلوبنا والأعجب من ذلك يؤثر ويسيطر على عقولنا ؟؟

حتى عقولنا !!

عقولنا التي نحتكم إليها في زمام أمورنا ؟؟

” تخيلوا ” تسيطر عليه أيضًا تلك الأحاسيس والمشاعر!!

وكثير وكثير من الأسئلة أمثال ما ذكرت وأخرى مختلفة عنها، ولو تركت لكم مساحة التأمل كما تأملت قطعًا ستحتارون مثلي بتلك الكيمياء التي لا يعرف سرها إلا الذي خلقنا وأوجدها فينا ، وتلك هي الجنود المجندة التي ما تعارف منها ائتلف و ما تنافر منها اختلف .

ولا كلام بعد هذا الكلام حتى لا نفقد عقولنا من كثرة التفكير ومن كثرة هذا السؤال المُلح أيضًا إين تقع تلك الكيمياء؟؟

أين هي؟؟.

قد يعجبك ايضا
تعليقات