القاهرية
العالم بين يديك

تشير الأبحاث إلى أن الدماغ يخزن 3 نسخ من كل ذكرى

39

د. إيمان بشير ابوكبدة

الذكريات هي شيء يتطور طوال حياتنا، ويتحول عندما نتعلم ونختبر أشياء جديدة. وبالتالي، يؤثر هذا على الطريقة التي نتذكر بها شيئًا ما، خاصة إذا قمنا بإعادة النظر في تلك الذاكرة بشكل متكرر. علاوة على ذلك، تتدهور الذكريات أيضا مع تقدمنا ​​في العمر.

في الماضي، اعتقد الباحثون أن هذه المرونة كانت نتيجة للتغيرات في خلايا الدماغ التي تشفر الذكريات. ومع ذلك، تشير دراسة جديدة أجريت على الفئران إلى أن الدماغ يخزن ثلاث نسخ على الأقل من ذاكرة معينة، ويقوم بترميزها في أماكن مختلفة في العضو. ولهذا السبب، ستكون ذاكرتنا متقلبة للغاية.

فك رموز الذكريات
وفقا للدراسة الجديدة المنشورة في مجلة العلوم، يتم تشفير كل نسخة من ذاكرتنا بواسطة مجموعات مختلفة من الخلايا العصبية في الحصين، وهي منطقة الدماغ المهمة للتعلم والذاكرة. ثم تختلف النسخ من حيث وقت إنشائها، ومدة استمرارها، ومدى قابليتها للتعديل بمرور الوقت.

ثم هناك الخلايا العصبية “الوسطى”. وهي أكثر استقرارا منذ البداية، على عكس الخلايا العصبية المتأخرة، والتي تشفر نسخا قوية جدا من الذاكرة منذ البداية ولكنها تفقد قوتها بمرور الوقت. واقترح مؤلفو الدراسة أن الطريقة التي تعمل بها هذه المجموعات الثلاث من الخلايا العصبية على نطاقات زمنية مختلفة يمكن أن تساعد في تفسير كيفية تنظيم الدماغ للذكريات مع مرور الوقت.

عمل الخلايا العصبية
وكما لاحظ العلماء، فإن الذكريات المخزنة في الخلايا العصبية المتأخرة كانت أكثر مرونة من تلك التي أنشأتها الخلايا العصبية المبكرة. يشير هذا إلى أنه في وقت مبكر من تكوين الذاكرة، تظل المعلومات المخزنة مستقرة إلى حد معقول مع مرور الوقت، بينما يتم تشويه الذكريات المخزنة لاحقا بسهولة بسبب المعلومات الجديدة.

وإذا حدثت نفس الظاهرة عند البشر، فإن هذا الاكتشاف سيؤدي إلى تطوير علاجات جديدة لاضطرابات معينة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة. وفي حالة الأشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة بسبب الخرف، يمكن لأدوية أخرى أن تحفز نشاط الخلايا العصبية التي تولد مبكرا لمكافحة المرض.

قد يعجبك ايضا
تعليقات