د. فرج العادلي
على الخطيب أن يحفظ النصوص ويترك الشرح، والتعليق للمنبر، فإذا صنع هذا خاطبت كلماته القلوب، والأرواح، وامتشجت بالنفوس، وتغلغلت المعاني في الأقراح، أما إن حفظها جميعها نصوصها وشروحها وآهاتها وصرخاتها خرجت خطبةً عقلية بحتة، تكون جميلة، ومرصعة، ومسبوكة نعم، لكنها تأتي جافة يابسة خالية من الروح، والمشاعر، منفصلٌ خطيبها عن الحضور والجمهور.
مثلها مثل الشعر المصنوع الذي يشبه جسد الإنسان الوسيم الميت، بخلاف الشعر المُلهم المقذوف في الفؤاد، صاحب المعاني الغضة الطرية، الذي نسمي شاعره بالمطبوع أو الموهوب.
والشعراء والنقاد يعرفون ذلك جيدا
ولذا فإن أجمل ما تسمع يكون من العلماء الذين عُرفوا بالفتوحات، والخواطر والإلهامات التي يُلهمونها أثناء حديثهم، وهي التي تبقى، وتصير حكما وأمثالا.
نعم المحفوظة تخلوا من أي خطأ غالبا لكنها أيضا تخلوا من الأثر، بخلاف خلافها، وكلاهما خير إن شاء الله والأهم منهما الإخلاص.
لا للخطيب الحافظ