القاهرية
العالم بين يديك

سقوط البشر ونجاح الماعز

66

أحمد عبد العال بكرى

باختصار  ليس هذا الهندى هو من عاش حياة الماعز وسط المعز بسبب كفيله، وليس هناك كفيل واحد، بل هناك كفلاء كثيرون فى حياتنا، وأشخاص يعيشون حياة الماعز.

فالشخص الذى يظلمك وتسكت على ظلمه فهو الكفيل، وأنت تعيش حياة الماعز.

والذى يسرق نجاحك، وأنت ترى ذلك دون ردعه فهو الكفيل وأنت تعيش حياة الماعز.

وكذلك الذى ينسب مجهودك وتعبك لنفسه ليظهرَ فهو كفيل، وأنت تعيش حياة الماعز.

وأيضاً الذى يسلب منك فرحتك هو الكفيل، وأنت تعيش حياة الماعز.

وكذلك الذى يسرق قوتك وطعامك أيضا كفيل، وأنت تعيش حياة الماعز.

والدول الأقوى التى تستنزف، وتسرق مقدرات الدول الأضعف منها هى الكفيل، والأضعف تعش حياة الماعز.

حياة الماعز موجودة ويعيشها أناس كثيرون فى الحياة مع كُفلاء إما حقودين، أو متسلقين، أو لصوص، أو تاجر، أو صاحب، أو جار سيء، أو سائق سيارة أجرة طامع، أو صاحب صنعة.
فى النهاية حياة الماعز هى حياة الاستسلام والانهزام والرضا بالواقع بحجة اعتبارات ليس لها مبرر ولا يقبلها عقل أو منطق وقبل ذلك الدين .
وصدق قول الشاعر أبو القاسم الشابي حينما قال:
ومن يتهيب صعود الجبال
يعش أبد الدهر بين الحفر

فالظالم ما كان ظالماً إلا بسكوت المظلوم عن المطالبة بحقه، واللص ما كان لصًا إلا أن وجد مالا سهل المنال ليسرقه.
والمتسلق ما تسلق إلا حينما رأى من ظهرك سُلمًا ليصعد عليه.
فيلم حياة الماعز قد يكون عملا سينمائياً وتمثيل ولكنه الحقيقة التى لا نستطيع إنكارها أبدا.. لماذا ؟
لأننا ببساطة نحياها جميعاً

قد يعجبك ايضا
تعليقات