القاهرية
العالم بين يديك

علامات الابتزاز العاطفي

118

د. طارق درويش

تعريف الابتزاز العاطفي:
الابتزاز العاطفي (بالإنجليزية: Emotional Blackmail) هو وسيلة للتلاعب بمشاعر شخص ما (الضحية) وتوجيه تهديدات له من قِبل شخص آخر (المبتز) للتحكم في سلوك الضحية أو إجباره على رؤية الأشياء بطريقة معينة، والحصول على أشياء منه مما يلحق ضرراً بالضحية ويؤثر عليه نفسيًّا.

**علامات الابتزاز العاطفي:**
في حال بدأ الشخص يشعر بأنه غالبًا ما يستسلم لمطالب شخص ما، ويشعر بالخوف منه عند الرفض، فقد تكون تلك فرصة للآخرين لاستخدام الابتزاز العاطفي ضده كوسيلة للسيطرة عليه. وفيما يلي بعض الأعراض والسلوكيات التي تدل على أن شخصًا ما يستخدم الابتزاز العاطفي ضد غيره:

1. **تهديدات بإلحاق الضرر بشيء عزيز على الضحية:**
يحاول المبتز أن يجعل الضحية في حالة خوف مستمرة، لذا قد يهدده بأن يؤذي أي شيء يعز عليه، سواء أكان شيئًا ماديًا أو معنويًا كسمعته في العمل، مما يُجبر الضحية على الامتثال للمعتدي لتجنب إيذائه.

2. **إلقاء اللوم باستمرار:**
يلقي المبتز اللوم على الضحية بسبب أي خطأ يحدث، وبتكرار ذلك سيصل الضحية إلى الاقتناع بأنه ليس كفؤًا بما يكفي، مما يجعله يتقبل أي نوع من الادعاءات الموجهة ضده سواء أكانت صحيحة أم لا. بالتالي، سيفعل أي شيء يطلبه المبتز منه، كما يستغل المبتز الذنب الذي يشعر به الضحية ويزداد تلاعبه به مما يُشعر الضحية بتدني احترام الذات.

3. **لعب دور الضحية:**
عادةً ما يلعب الشخص المبتز دور الضحية، وهي من أكبر العلامات التي تدل على الابتزاز العاطفي، وذلك لأن المبتز يشعر بأن ذلك الدور يجعل الضحية تشعر بالأسف تجاهه، وبالتالي تبذل الجهد لإرضائه والاعتذار له حتى لو لم يصدر منها أي عمل سيئ تجاهه. بل من الممكن أن يكون المبتز هو من يسبب الضيق للضحية، ومع ذلك سيوجه الضحية الاعتذار له، علمًا بأن المبتز لا يعتذر للضحية مهما بدر منه من أخطاء.

4. **السعي لمعرفة كل أسرار الضحية:**
يحاول الشخص المبتز اكتشاف كل أسرار الضحية في وقت قصير، من خلال إغراء الضحية وتشجيعها على الانفتاح ومشاركة كل أسرارها. وفي نفس الوقت، فإن المبتز لن يشارك الضحية أسراره أبدًا، أو سيشاركها بعض الأشياء غير المهمة، في حين تكون الضحية قد شاركته أهم ما لديها. يهدف المبتز من هذا الفعل إلى العثور على شيء يهدد به الضحية عند اللزوم وغرس الخوف في قلبها.

5. **تسليط الضوء على الضحية:**
يحاول الشخص المبتز تسليط الضوء بشكل سلبي على الضحية بهدف تقليل ثقتها بنفسها، مما يسهل عليه الحصول على ما يريده منها. ويتم ذلك من خلال عدة أفعال، مثل: اتهام الضحية بالجنون، وإخبارها بأن الآخرين يتحدثون عنها بكلام غير جيد، وتغيير أماكن أغراضها وإنكار ذلك الفعل بهدف إقناع الضحية بأنها مصابة بالنسيان أو لديها مشكلة عقلية، وتشكيك الضحية في كل خطوة تتخذها.

**علامات أخرى تدل على الابتزاز العاطفي:**
فيما يلي علامات أخرى تدل على الابتزاز العاطفي:

– الرد السلبي على قرارات وخيارات الضحية ومحاولة التحكم بقراراتها وخياراتها والتلاعب بها، من خلال التحجج بأن تلك القرارات والخيارات ليست هي المطلوب منها اتخاذها والقيام بها.
– تخويف الضحية من أجل فعل ما يريده الشخص.
– عمل أشياء تجعل الضحية تعاني كثيرًا وبشكل علني لإجبارها على فعل ما يريده الشخص المبتز.
– تهديد الضحية بإيذائها، أو حتى إيذاء الشخص المبتز نفسه لإجبارها على القيام بشيء ما أو عدم القيام به.

قد يعجبك ايضا
تعليقات