القاهرية
العالم بين يديك

الصديق أخٍ لم تلده أمك ولكن ولدته المواقف

89

نهاد عادل
من لايمتلك صديقاً عاش وحيداً وإن خالط ملايين البشر فمن منا لايحتاج إلى أخٍ يقاسمه الآلام والآمال ويشاطره الأفراح والأحزان يتشارك معه الهموم والمهام يتقاسم معه الحلو والمر .
فالصديق الحقيقي من تشعر به ويشعر بك من ترى بسمتك في فمه ودموعك في عينه وسعادتك في انشراحه وربحك في كسبه وهو يبادلك ذات الشعور أو يتفوق عليك فيه فهو أجمل ما في الحياة فهو نعمة من الله لا تقدر بثمن فهو كنز لا يفنى فهو سندك في الحياة يبقى معك إلى الأبد.
ففي الحرب العالمية الثانية إستأذن جندي قائده في العسكرية ليرجع للبحث عن زميله الجريح فلم يأذن له خوفاً على حياته قائلا له من المحتمل أن صديقك قد مات فلا تخاطر بحياتك فمضى الجندي مخاطراً بحياته لينقذ صديقه وعاد به محمولاً على كتفه ميتاً فقال له القائد منتشياً لتحقيق نبؤته في وفاة صديقه ألم أقل لك لاتخاطر بحياتك لأجل ميت قال لقد وصلت إليه وهو في الرمق الأخير وقال لي كنتُ واثقاً من أنك ستأتي .
فمن عثر في هذه الأيام على أخ حقيقي كأنه عثر على عملة نادرة أو كنز الذي بداخله لا يمكن أن يقدر بثمن
فالحمد لله الذي غمر صفوة عباده بلطائف التخصيص طولاً وامتناناً وألف بين قلوبهم فأصبحوا بنعمته إخواناً ونزع الغل من صدورهم فظلوا في الدنيا أصدقاء وأخداناً وفي الآخرة رفقاء وخلاناً

قد يعجبك ايضا
تعليقات