القاهرية
العالم بين يديك

قصة و عبرة

44

م-رمضان بهيج
يقول صاحب القصة كنت أمُر بضائقة مالية كبيرة وكثرت الديون وأنا أب لثلاثة ابناء وعندي زوجة ؛ ومع كثرة الديون لم استطيع النوم وكنت اتقلب على الفراش مهموماً من التفكير ، وانا على هذا الحال سمعت المؤذن لصلاة الفجر وهو يقول الصلاة خيراً من النوم قلت اكيد فى صلاة الفجر خير ؛ قمت فتوضأت ونزلت لصلاة الفجر وكانت أول مرة انزل لصلاة الفجر منذ زمن ، صليت الفجر مع المصليين ثم أخذت زاوية في المسجد وظللت ادعو الله عز وجل طويلا وإذا بإمام المسجد وكان رجل فطن ، احس بي فانتظرني حتى أفرغ من الدعاء و سألني هل لك حاجة عند الله فحكيت له عن أحوالي ،
وعن الديون التي تحيط بي رطب على كتفي وقال تصدق ثم نهض و انصرف ؛ خرجت من المسجد وكل تفكيري كيف أتصدق وأنا لا أملك المال وعندي ديون ومشاكل مالية ، ذهبت إلى منزلي وتشغل عقلي الهموم بل زادت همومي وذهبت إلى الفراش كي أنام ولكن تذكرت شئ أن الله دعاني إلى صلاة الفجر وأرسل لي الإمام لكي يُبلغني شئ مهم وهو الصدقة ؛ قمت من الفراش وبحثت عن كل ما أملك في بيتي من مال وجدت القليل لا يتعدى ال ٥٠٠ جنية كل هذا المبلغ لآخر الشهر فاقسمته نصفين تركت نصفه بالمنزل للمعيشة وأخذت النصف الآخر معي وأنا ذاهب إلى العمل ثم تصدقت على أرملة اعرفها تبيع خضروات على أول طريق المنزل قُلت لها خذي هذا المال واشتري لأولادك ما يحتاجون اخذت المبلغ وهي تبكي من الفرح والسرور وانصرفت وذهبت إلى العمل رغم تعبي وقلة نومي لكنني شعرت اني قمت بعمل شئ جميل ورجعت للبيت ونمت نوم عميق وعند الفجر ذهبت للصلاة وبعد ما فرغنا من الصلاة ذهبت إلى الزاوية واعتكفت على الدعاء والتوسل إلى الله بأن يفرج هموم الدين ؛ فإذا بإمام المسجد ينتظرنى حتى فرغت من الدعاء ؛ قال هل تصدقت قلت له نعم تصدقت وحكيت له و رطب على كتفي وقال سوف ترى ما الذي سيفعله ربك بصدقتك ،
‌والله ستتعجب منه أهل السماء والأرض ؛ فرحت بكلامه ثم ذهب كل واحد منا إلى بيته ؛ بعد ١٠ ايام جاء لي اتصال وإذا بنت عمي وأول مرة تتصل بي وقالت إن ابن عمك قد وجدنا له رصيد أموال في البنوك ، قلت لها كيف وهو متوفي منذ أكثر من سنة قالت لم نكن نعرف شئ عن هذه الأموال ؛ ثم قالت انت تعرف اني انا وابن عمك رحمه الله عليه لم يكن لنا إخوة ، و إعلان الوراثة يحتاج إلى بطاقتك أنت وأخواتك فقلت لها لماذا قالت لأنني سوف احصل على نصف التركة وانتم على النصف الآخر من التركة ، وبعد ما انتهت المكالمة لم أصدق وفرحت جداً وسجدت لربي شكراً وقلت لربي يااارب لم تظهر التركة فى الأيام الماضية وقد مر على موت ابن عمي أكثر من سنة والان تظهرها سبحانك يااارب .
‌وفي الفجر ذهبت إلى المسجد صليت وحكيت للإمام على ما قد حصل ، قال لو أن الناس تعلم ما في الصدقات ؛ فإنها تشفي المريض وتعين صاحب الحاجة على حاجته وتفتح أبواب السعادة على صاحبها .
‌وبعد شهر تقريبا أو أكثر حصلت على مال يكفيني على سداد ديني و فاض معي الكثير .
‌ ومنذ ذلك الوقت وأنا أتصدق وأخرجت شهرية للبائعة أم الأيتام و الحمد لله رب العالمين .
‌العبرة فى الصدقة : تصدقوا وسوف ترون عجائب الصدقات والله سوف تتعجب لها أهل السموات والأرض .

قد يعجبك ايضا
تعليقات