بقلم /توفيق عثمان توفيق
قراءه في كتاب
(اقتضاء الصراط المستقيم
لمخالفه أصحاب الجحيم)
قاتل سيدنا علي ابن ابي طالب
انه عبد الرحمن بن ملجم ( الخارجي ) إسم عرفه الجميع وسمع به…
فهو قاتل علي بن أبي طالب !!!
الخليفة الراشد والمبشر بالجنة
ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهره زوج الزهراء أبا الحسن والحسين سيدا شباب الجنة.
أغلبنا يظن أن هذا القبيح
كان إنسانًا فاسقًا ضائعًا لا يفقه من الدين شيئا.
أو أنه كان من المندسين ممن سعوا إلى تدمير الإسلام وأهله
إن عبد الرحمن بن ملجم كان إنسانا تقيا زاهدًا صالحًا، فقد كانت علامة السجود ظاهرة في وجهه .
لقد أرسله عمر بن الخطاب إلى مصر تلبية لطلب عمرو بن العاص رضي الله عنه حيث قال :-
“يا أمير المؤمنين أرسل لي رجلا قارئا للقرآن يقرئ أهل مصر القرآن”
فقال عمر بن الخطاب :-
“أرسلت إليك رجلا هو عبد الرحمن بن ملجم من أهل القرآن آثرتك به على نفسي”
( يعني أنا أريده عندي في المدينة لكن آثرتك به على نفسي )
فإذا أتاك فاجعل له دارا يقرئ الناس فيها القرآن وأكرمه.
نعم هذا هو عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
نعم هذا الرجل الزاهد العابد الورع محـفـظ القران وحافظه.
لقد قتل ( علي ) بضربة سيف وهو يردد قول الله تعالى :-
{ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رءوف بالعباد )
لم ينفع عبد الرحمن بن ملجم كل ما كان عليه من تقوى وعبادة،
فقد كانت سوء الخاتمة من نصيبه والعياذ بالله، وكل ذلك لقلة العلم الشرعي وانجراره خلف الخوارج الذي أفسدوا كثيرا من شباب المسلمين
حين قيد عبد الرحمن بن ملجم للقصاص قال للسيّاف ٠
لا تقتلني مرة واحدة ( يعني قطعة رأس ) ، قطّع أطرافي شيئا فشيئا حتى أرى أطرافي تعذب في سبـيـل الله.
سبحان الله هل قتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قربة لله.
وأنظر رعاك الله أنه رغم أنه خالط و عاصر خير الخلق بعد الأنبياء والمرسلين وهم الصحابة إلا انه لم يسلم من الفتنة ولا حول ولا قوة الا بالله، ليصدق فيه قول النبي عليه الصلاة و السلام
“يعمل عمل أهل الجنة حتى لايبقى بينه وبينها ذراع فيعمل عمل أهل النار فيدخل النار …” ،أو كما قال عليه الصلاة و السلام.
نسأل الله العافية والثبات
هذا هو ابن ملجم. فكيف اتباعه؟
[كتاب أقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام إبن تيمية ص5] .