القاهرية
العالم بين يديك

كليات القمة: أحلام الشباب وتحديات الواقع

61

أسماء عبد الرحمن

تُعد كليات القمة مثل كليات الطب والهندسة، مرادفًا للتميز والنجاح الأكاديمي. يجتهد الطلاب منذ سنوات دراستهم الأولية لتحقيق حلمهم في الالتحاق بهذه الكليات، حيث تُعتبر بوابة لمستقبل مشرق وفرص عمل أفضل. ولكن، يواجه العديد من هؤلاء الطلاب واقعًا مُحبطًا حينما يكتشفون أنهم لم يتمكنوا من تحقيق هذا الحلم، مما يؤدي إلى تحطيم آمالهم وتفكيك طموحاتهم.

تُعتبر معدلات النجاح المرتفعة في الثانوية العامة من أبرز العوامل التي تزيد من حدة المنافسة بين الطلاب. يحتاج الالتحاق بكليات القمة إلى معدلات فوق 90%، مما يضع ضغوطًا هائلة على الطلاب. هذه الضغوط، بالإضافة إلى التوقعات العالية من الأهل والمجتمع، تجعل من الصعب على الكثيرين تحمل الفشل في الوصول إلى هذه الكليات.

عندما ينتهي المطاف بالعديد من الطلاب إلى كليات أخرى، يشعرون بالخذلان والاحباط، وقد يتسبب ذلك في فقدان الثقة بالنفس والإحساس بالفشل. وفي بعض الحالات، قد يؤدي هذا الإحباط إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة بشأن مستقبلهم الأكاديمي والمهني، مما ينعكس سلبًا على مسيرتهم.

علاوة على ذلك، تساهم الثقافة المجتمعية في تعزيز فكرة أن النجاح يقتصر على كليات القمة، مما يخلق نوعًا من الوصمة الاجتماعية تجاه الطلاب الذين يختارون مجالات أخرى. هذا التوجه يدفع بالعديد من الطلاب إلى التفكير في خياري “النجاح” أو “الفشل” بناءً على انتمائهم الأكاديمي، بدلًا من التركيز على المهارات والقدرات الفعلية لكل فرد.

مع ذلك، يجب على الطلاب وأولياء الأمور والمجتمع بشكل عام أن يعيدوا النظر في مفهوم النجاح. فليس من الضروري أن تكون كليات القمة هي فقط المنفذ الوحيد لتحقيق الأحلام. هناك العديد من المجالات الأخرى التي يمكن أن توفر فرصًا مهنية متميزة لشباب اليوم، مثل الحرف الفنية، ريادة الأعمال، وتكنولوجيا المعلومات، التي باتت تمثل مستقبل سوق العمل.

في الختام، تحتاج المجتمعات إلى تغيير نظرتها لكليات القمة وتحقيق توازن أكبر في تقدير مختلف المجالات الأكاديمية والمهنية. يجب توعية الشباب بضرورة التركيز على تطوير مهاراتهم والبحث عن مجالات تتناسب مع اهتماماتهم، بدلاً من السعي وراء أحلام تقليدية قد لا تناسبهم. فكل فرد لديه القدرة على النجاح في مجاله، سواء كان ذلك في كليات القمة أو غيرها.

قد يعجبك ايضا
تعليقات