كتبت/ رانده حسن
إختصاصى نفسي
دائما وابدا وحتى يقضى الله امره
ستظل الذكريات الجميلة والرائعة موجعة داخل القلوب والروح وتكون منقوشة داخلنا أو مع الآخرين ،نتذكرها وعندما نتذكرها إما نضحك أو نحزن ويعتصر القلب والروح الحزن.
فالذكريات ، قد تكون كلمة ، موقف ،فعل ، أغنية ، صورة ، سفر ، ميلاد غالى على القلب وفى اشتياق فى انتظار قدومه ،مكان ، بحر ، جلسة ما ،، طريق عبرناه ، ….. إلخ من الذكريات التى تكون مفرحة وتسعدنا عند تذكرها
وأيضا هناك الذكريات المؤلمة التى توقظ فى القلب غصة مؤلمة موحشة ، كالفقد والغياب ، الوفاة ،السفر الطويل ، الحوادث المفجعة ، الرسوب ، المرض….. إلخ
وتتنوع الذكايات بين كفتى الفرح والحزن.
قد نتذكر نبتسم ونضحك وتعلو الضحكات ونسرق من العمر بعض الدقائق القليلة التى تتحدث بها مع أنفسنا ، أو نتحدث عنها مع الآخرين خاصة التى كانت معهم ونحاول أن نتذكر بعض التفاصيل للشعور بتلك اللحظات التى مرت علينا وشعرنا من خلالها أنها من أجمل لحظات العمر ، ونتمنى أن تتكرر مرات ومرات خاصة مع من نحبهم.
عكس تماما الذكريات المؤلمة التي داخل القلوب من الحزن والوجع وأحيانا القهر والذل ، لا نريد تذكرها ،بل نريد الهروب منها داخلنا ، ولا نريد سماعها أو التحدث عنها ، وإذا قام أحد الأشخاص بتذكرها ، قد لا نكمل الحديث ونقوم بتغيير الحديث إلى موضوع آخر ، بل أحيانا ترك المكان بالكامل .
وقد تكون بعض الذكريات دافع وحافز للوصول إلى أهداف بعيدة ، يسعى إليها الشخص كى يحققها ويسعد بها (كذكرى وعد ابن/ابنة لذويهم بالنجاح والتفوق الدراسي والوصول إلى مراكز عليا).
إن مرض ال زهايمر ، الذى هو رمز النسيان ، فبعض الناس عندما يتحدث مع غيره ويجده ناسيا لشىء ما ، (يقول له عندى زهايمر …نسيت)، حتى هذا المرض الذى أصاب العقل مباشرة ،مركز كل الذكريات ، نجده يتذكر البعض وينسى البعض .
لا يستطيع الإنسان أن يعيش بدون ذاكرة مليئة بالفرح مليئة بالحزن لايهم الذى يهم ، إنه إنسان لديه الكثير بل العديد والعديد من الذكريات القصيرة والطويلة الجيدة والسيئة ، يعيش عليها بل ويحكيها لأولاده او أحفاده اصدقاءه ،بحكى ويتحدث ويشعر بالحنين لتلك الأيام الماضية التى مرت عليه فى ومضة من العمر بتذكر ويسترجع
ويقولها كما قيل سابقا(ليت الزمان يعود يوما).