القاهرية
العالم بين يديك

بصمة السلام النفسى

54

بقلم : ياسمين أحمد
السلام الداخلى هو حالة من الهدوء والإستقرار النفسي والرضا وإحساس بالتوازن داخل الشخص والسعادة ولو كان هذا الشعور لفترة من الزمن وليس كل الوقت ، فظروف الحياة الخارجية الطبيعية تؤدى أحياناً إلى التوتر والقلق وبعض الضغوطات والشعور السىء بضياع العمر أو مرور أوقاتاً كثيرة دون جدوى أو شعور بالرضا والسلام ، فنجد أننا لا نكف عن جلد ذاتنا بأن كان علينا فعل أشياء ولم نفعلها ومقارنة بالآخرين ظناً منا إذا فعلنا مثل ما فعلوا حتماً سنشعر بالسعادة مثلهم ، والحقيقة أن السلام النفسى مثل البصمة فالبصمات مميزة ولا تتشابه بين الأشخاص حتى التوائم تختلف بصماتهم فكما يرجع تميز البصمات إلى اختلاف التفاصيل الدقيقة في الخطوط واختلاف العوامل الچينية والبيئية خلال فترة تكوين الجنين ولتحديد هوية الأشخاص فيما بعد ، فأيضاً يختلف السلام النفسى من شخص لآخر فالوصول للسلام الداخلى للشخص يختلف بإختلاف طبيعة تكوينه الشخصية وظروفه المحيطة وتجاربه التى مر بها ويختلف تبعاً لطريقة تفكيره وسبل راحته ونشأته وأهدافه الشخصية ، فمن تمام النضج معرفة الشخص لمعاييره الشخصية وعدم مقارنة نفسه بالآخرين ، فهناك من يظن أنه إذا تتبع أفعال الآخرين وحذا حذوهم سيسعد مثلهم ، وقد يرى من الآخرين سعادة ظاهرية ولا يعلم دواخلهم ، فهناك من يسعد ويحقق سلامه الداخلى بالقرب من الله والإمتنان ، وهناك من يحققها بالوصول للأهداف الشخصية والإنجازات ، وهناك من يسعد بالمكوث فى المنزل وآخر بخارجه ، وهناك من يحدثك أن السعادة فى ترك عملك وأن تبقى حراً دون التقييد ويكون هذا ليس من امكانياتك أو متوافق مع طبيعتك الشخصية فتظل حزيناً لا تفكر سوى كيف تترك العمل وتكون حراً دون التفكير انك تريد هذا أم لا ، فالمفتاح الحقيقى لتحقيق السلام النفسى عدم مقارنة نفسك بالآخرين ولا تترك أحد يملى عليك سبل الوصول لسعادتك أو سلامك الداخلى انت فقط من يحدد ويعرف نفسه ، فالثقة بالنفس ومعرفة الإنسان لطباعه وسبل راحته بناءاً على شخصه وليس بناءاً على إنجازات أو ظروف الآخرين هذا النضج كفيل بتحقيق إحدى أهم أسباب السلام النفسى .

قد يعجبك ايضا
تعليقات