معهد منزل تميم ( ج 2 ) : الاستقطاب

شباب اليوم يجهلون ما تحمّله معهدهم في بداية تأسيسه في ستينيات القرن الماضي على مستوى طاقة الاستيعاب سواء في القسم الخارجي أو في القسم الداخلي ، فمنذ أن فتح المعهد أبوابه في السنة الدراسية ( 1961/62 ) كأوّل معهد بولاية نابل إذا ما استثنينا المدرسة الإعدادية مدام غلوسي للبنات بطريق الشاطئ بنابل ، تدفّق على معهدنا الجديد سيل من التلاميذ من كلّ صوب وحدب : منزل تميم وأريافها ، قليبية وأريافها ، الهوارية وأريافها قربة وأريافها مع البعض من التلاميذ الواردين عليه من بني خلاّد ، منزل بوزلفة ، سليمان والحمّامات وحتّى من مدينة نابل قبل فتح معهدها إذ لايوجد أي معهد ثانوي في ذلك الوقت بتلك المدن ولم يخفّ هذا الدّفق الغزير على منزل تميم إلاّ بعد أن أقيم في الولاية معهد نابل ومعهد قرمبالية ثمّ بعد عدّة سنوات معهد عبد العزيز الخوجة بقليبية ، ومعهد الهوارية وإعدادية قربة .

أتذكّر أنّه قبل اكتفاء هذه المدن بمعاهدها كان معهد منزل تميم يئنّ تحت وطأة الاكتظاظ وخاصة من ناحية إقامة التلاميذ بمبيت القسم الداخلي للمعهد ، وهنا لابدّ من التنويه بدور الفرع المحلّي للتضامن الاجتماعي بمنزل تميم وعلى رأسه في ذلك الوقت المرحوم الشيخ محمد السويح الشريف ، في استقطاب ما زاد على طاقة مبيت المعهد وإيوائهم في مبيتات مستقلّة ومتباعدة عن بعضها البعض .

هيا استعدّوا معي لتعداد الفضاءات التي خصّصها التضامن لمساعدة المعهد على إقامة التلاميذ : وِكالة مخلوف في حومة المحج ، ، دار العجمي في “الكياس الجديد “، دار بنقويدر بحومة الكوشة موروثة من عائلة بوجميل ثمّ الفضاء الذي أقامته البلدية وأظنه بالتعاون مع التضامن وهو الفضاء الذي يحضن حاليا مدرسة التضامن ، أخمّن أنّ عدد المقيمين المكفولين من طرف فرع التضامن يحوم حول الخمس أو الستمائة إذا لم يتجاوزها ، هذا بالإضافة إلى المقيمين بمبيت المعهد أو بعض الخواص من التلاميذ الذين لجؤوا إلى وكالة الجندوبي أو يسكنون عند عائلات قريبة أوصديقة وقد اضطرّ المسؤولون في ذلك الوقت إلى تشييد مبيت آخر بجبانة الباي مقابل المعهد على الضفة الغربية لشارع الطيب المهيري خصّص لفترة ما للبنات ، أمّا اليوم فبفضل تواجد المعاهد والمدارس الإعدادية في أغلب مدن وقرى الوطن القبلي وبفضل توفّر أسطول النقل المدرسي خفّ الاكتظاظ وأصبح المبيت بالقسم الدّاخلي شاغرا .

الصور المرافقة : صورة المعهد ، صورة مدرسة التضامن ( كانت مبيتا لعدّة سنوات ) ، صورة الشيخ السويح رئيس فرع التّضامن .