القاهرية
العالم بين يديك

ماذا يحدث لأعيننا عندما نتنفس؟

56

د. إيمان بشير ابوكبدة

عيون البشر هي نافذتنا على العالم، حيث تساعدنا على استيعاب جميع أنواع المعلومات من حولنا وتكشف أيضا الكثير عن جنسنا البشري. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير لا نعرفه عنهم.

وفقا لدراسة جديدة أجراها باحثون في السويد وهولندا، يتغير حجم حدقة العين أثناء التنفس. لذلك، مع كل شهيق وزفير نقوم به، تتوسع حدقة العين للتكيف مع احتياجات الجسم.

لأكثر من 100 عام، فسر جنسنا البشري حدقة العين على أنها شيء يستجيب لما هو أكثر بكثير من الضوء. ومع ذلك، فإن الدراسات حول سبب توسع هذه “النقاط السوداء” وتقلصها مع تنفسنا كانت متناقضة منذ فترة طويلة.
تشير الدراسات السابقة إلى أن حدقة العين تتوسع عندما نتنفس. لذلك قرر عالم الأعصاب في معهد كارولينسكا في السويد، مارتن شيفر وزملاؤه معالجة متابعة الدراسات السابقة.

وفي سلسلة من التجارب، استخدم الباحثون كاميرا خاصة لقياس حجم حدقة العين لدى أكثر من 100 متطوع أثناء وجودهم في حالة راحة. وقال العلماء في تقرير رسمي: “يصل حجم الحدقة باستمرار إلى الحد الأدنى في بداية الشهيق والحد الأقصى أثناء الزفير”.
وكان هذا النمط نفسه موجودا عندما قام المتطوعون بمهام بصرية بسيطة أو نظروا فقط إلى نقطة ما. تتوافق البيانات مع المنشورات السابقة التي تشير إلى أن حدقة العين تكون أصغر عند الزفير. ومن وجهة نظر المؤلفين، هناك عدد من الأسباب وراء حدوث ذلك.

ووفقا لشايفر، فإن النتائج الجديدة تشير إلى احتمال أن الإدراك البصري نفسه يمكن أن يغير حجم حدقة العين أثناء الشهيق والزفير. ويذكر الخبراء أيضا أن هذه الظاهرة تحدث بسبب عوامل أخرى، مثل الحالة العاطفية والإثارة الجسدية وأيضا الاستجابة للأدوية.

في الواقع، غالبا ما يستخدم الأطباء توسيع حدقة العين لتقييم مستوى وعينا واكتشاف حالات الصحة العقلية. ولذلك، فإن فهم المزيد عن سلوكهم من شأنه أن يخلق أداة تشخيصية أكثر قوة.

وبينما لا تزال الدراسة في انتظار مراجعة النظراء، يقول العلماء إنهم حددوا مؤخرا الآلية الكامنة وراء بعض هذه التغييرات على الأقل. ومع ذلك، تماما كما يحدث لحجم حدقة العين استجابة لدورتنا التنفسية، يظل سبب حدوث العديد من هذه الظواهر لغزا حقيقيا.

قد يعجبك ايضا
تعليقات