د. إيمان بشير ابوكبدة
لسنوات عديدة، تحدت بعض الأمراض كل الجهود التي بذلها الطب في البحث عن علاج. هذه هي الأمراض التي كانت تعتبر، في مرحلة معينة من التاريخ، بمثابة حكم بالإعدام، وتعذب البشرية لعدم معرفة كيفية مواجهتها.
ولكن هناك أخبار جيدة. أدت التطورات العلمية الجديدة إلى اكتشافات مذهلة حول إمكانية علاج الأمراض، مما يشير إلى مستقبل واعد للأشخاص الذين يعانون منها.
علاج فيروس نقص المناعة البشرية بالخلايا الجذعية
أظهر العديد من الأفراد شفاءً من فيروس نقص المناعة البشرية بعد تلقيهم عمليات زرع الخلايا الجذعية من متبرعين لديهم طفرة جينية نادرة تمنح مقاومة للفيروس. ونحن هنا لا نتحدث بعد عن علاج، بل عن تقدم مهم للغاية في أبحاث فيروس نقص المناعة البشرية، والذي ينبغي أن يغير اتجاه العلاجات المستقبلية.
ومن الجدير بالذكر أن زرع الخلايا الجذعية لا يزال إجراءً معقدا ومحفوفا بالمخاطر. ولهذا السبب، فهو ليس خيارا بعد بالنسبة لمعظم الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. لكن النجاح الذي شهده هذا العلاج يشير إلى إمكانات كبيرة لنهج جديد يهدف إلى القضاء على الفيروس في جسم الإنسان.
التعديل الجيني لعلاج مرض السكري
يجري العلماء الصينيون تجربة على الفئران لعلاج مرض السكري. ويستخدمون تقنية تحرير الجينات CRISPR-Cas9، التي تستهدف جين FTO، المرتبط بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني.
وبهذا تمكنوا من تحسين حساسية الأنسولين وتحمل الجلوكوز لدى الحيوانات. ويعتبر هذا خطوة هامة في فهم الأساس الجيني لمرض السكري، والذي قد يؤدي قريبا إلى علاجات جديدة من شأنها أن توفر في نهاية المطاف حلا أكثر دواما للمصابين بهذا المرض.
العلاج الجيني لعلاج فقر الدم المنجلي
فقر الدم المنجلي هو اضطراب دموي مؤلم ومنهك ناجم عن طفرة جينية تؤدي إلى تشوه خلايا الدم الحمراء. وينتقل المرض وراثيا. الآن، يحاول علاج جديد استخدام الخلايا الجذعية الخاصة بالمريض لإنتاج خلايا دم حمراء طبيعية، والتي يمكن أن تقلل بشكل كبير من تكرار وشدة نوبات الألم.
وأفاد المرضى الذين خضعوا للتجربة بتحسن ملحوظ، وقالوا إنهم استعادوا القدرة على الاستمتاع بالأنشطة اليومية دون ألم مستمر. يتم التعامل مع هذا العلاج الجديد باعتباره تغييرا محتملا لقواعد اللعبة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب والذين لديهم دائما خيارات علاجية محدودة.
علاج مبتكر للصلع
علاج جديد ومبتكر للصلع، والذي يستخدم الخلايا الجذعية لتجديد بصيلات الشعر، جلب أملًا جديدا لأولئك الذين عانوا من تساقط الشعر. أظهرت التجارب السريرية التي تم إجراؤها بالفعل نموا ملحوظا للشعر، حيث تمكن بعض المشاركين من استعادة شعرهم بالكامل تقريبا.
ويعتقد الباحثون أن هذا العلاج الجديد يمكن أن يغير بشكل عميق الطريقة التي ينظر بها إلى الصلع، وأنه ربما يمكن أن يضع حدا للحلول المؤقتة المصنوعة من خلال زراعة الشعر والأدوية. وذلك لأن الطريقة الجديدة تستخدم قدرة الجسم الطبيعية على إنتاج الشعر، أي أنها تعالج السبب الجذري للمشكلة التي تزعج الكثير من الناس.