د. إيمان بشير ابوكبدة
الحمى القرمزية مرض بكتيري يظهر لدى بعض المصابين بالتهاب الحلق العقدي. وتتميز الحمى القرمزية بطفح جلدي أحمر لامع يغطي معظم الجسم. وغالبا ما تشمل أعراضها كذلك التهاب الحلق وحمى شديدة.
عادة ما يبدأ الطفح الجلدي الناتج عن الحمى القرمزية على الوجه أو الرقبة منتشرا فيما بعد إلى الصدر، والجذع، والذراعين، والساقين.
ويكثر شيوع الحمى القرمزية بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و15 سنة. وعلى الرغم من أن الحمى القرمزية كانت في الماضي من أمراض الطفولة الخطرة، فقد جعلتها المضادات الحيوية أقل تهديدا. لكنها قد تؤدي حال عدم علاجها إلى حالات أكثر خطورة تؤثر على القلب والكلى وأعضاء أخرى في الجسم.
الأسباب
ترجع الإصابة بالحمى القرمزية إلى نوع البكتيريا نفسه الذي يسبب التهاب الحلق العقدي، ويُطلق عليه أيضًا اسم العقدية المقيحة. تطلق البكتيريا في مرض الحمى القرمزية سمًا يسبب الطفح الجلدي واحمرار اللسان.
تنتقل العدوى من شخصٍ إلى آخر عبر القطرات الخارجة عندما يسعل شخص مصاب بالعَدوى أو يعطس. وقد تتراوح فترة الحضانة، وهي الفترة ما بين التعرض للبكتيريا وظهور المرض، بين يومين و4 أيام.
الأعراض
طفح جلدي أحمر: يشبه الطفح الجلدي حروق الشمس وله ملمس شبيه بورق الصنفرة. ويبدأ عادة بالظهور على الوجه أو الرقبة ثم ينتشر على جذع الجسم والذراعين والساقين. ويتحول هذا الجلد الأحمر إلى لون شاحب عند الضغط عليه.
خطوط حمراء: عادة ما تبدو ثنيات الجلد المحيطة بالأربية والإبطين والمرفقين والركبتين والرقبة بلون أكثر احمرارًا من المناطق الأخرى المصابة بطفح جلدي.
احمرار الوجه: يبدو الوجه محمرا مع ظهور حلقة شاحبة حول الفم.
لسان الفراولة: يبدو اللسان بشكل عام أحمر وبه نتوءات، وغالبا ما تغطيه طبقة بيضاء في بداية الإصابة بالمرض.
تشمل مؤشرات الحمى القرمزية وأعراضها أيضا:
حمى بدرجة حرارية تصل إلى 38 درجة مئوية أو أعلى، وغالبا ما تكون مصحوبة بقشعريرة.
التهاب واحمرار شديدان في الحلق، وأحيانا ما تصاحبهما بقع بيضاء أو صفراء.
صعوبة في البلع.
تضخم الغدد في منطقة الرقبة (العقد اللمفية) التي تؤلم عند اللمس.
الغثيان أو القيء.
ألم في البطن.
صداع وآلام في الجسم.
عادة ما يستمر الطفح الجلدي والاحمرار في الوجه واللسان لمدة أسبوع تقريبا. وبعد زوال هذه المؤشرات والأعراض، غالبا ما يتقشر الجلد الذي كان مصابا بالطفح.
الوقاية
غسل اليدين:غسل اليدين بالماء الدافئ والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية. ويمكن استخدام معقم اليدين الكحولي في حال عدم توفر الماء والصابون.
عدم تشارُك أواني الطعام: لا ينبغي في العموم لطفلك مشاركة أكواب الشرب أو أواني الأكل مع الأصدقاء أو زملاء الدراسة. وتنطبق هذه القاعدة على مشاركة الطعام أيضا.
تغطية الفم والأنف: تغطية فمه وأنفه أثناء السعال والعطس لمنع الانتشار المحتمل للجراثيم.
وإذا كان الطفل مصابا بالحمى القرمزية، فيجب غسل أكواب الشرب وأواني الطعام في ماء ساخن بصابون أو في غسالة الصحون بعد استخدام الطفل لها.
العلاج
لعلاج الحمى القرمزية، قد يصف الطبيب مضادا حيويا. احرص على إعطاء طفلك جميع الأدوية حسب توجيهات الطبيب.
استخدِم الأيبوبروفين، أو الأسيتامينوفين للسيطرة على الحمى وتقليل آلام الحلق.
ويمكن للطفل العودة إلى المدرسة بعد 12 ساعة على الأقل من أخذ المضادات الحيوية وعدم وجود حمى لديه.