كتب /محمد الحوري
لأ شك أن العلم هو أساس تقدم الأمم والمجتمعات؛والعلم هو الفارق بين المجتمعات المتخلفة والمجتمعات المستنيرة
المتحضرة.ويشكل المعلم الركيزة الأساسيةللعملية التعليمية ليس فقط في شرح الدروس وتبسيط العلوم بل في التوجيه والإرشاد ليكون قدوة حسنة للطلاب تمكنه من غرس قيم الانتماء للوطن والفضيلة وحب الخير في نفوسهم .
لكن جموع المعلمين غاضبون ويصرخون بسبب أهمال الدولة لهم ماديا وأدبيا .
أولا :من الناحية المادية فقد قامت الدولة بتثبيت وتجميد أساسي المعلمين عند ٣٠/٦/٢٠١٤ وهذا هو مايتقاضى عليه المعلمون راتبهم الشهري ومكافأت الامتحانات والحوافز مع استمرار خصم الاستقطاعات من تأمين صحي وضرائب ومعاشات على أساسي ٢٠٢٤ وهذا الظلم لا يتحمله العقل البشري وهو ظاهر أمام الجميع و يعد سبة في جبين المجتمع المصري .
إن تجميد أساسي مرتب المعلم أفقره وجعله يلهث لتوفير متطلبات الحياة لأولاده بالعمل في الدروس الخصوصية أو في المهن الآخرى التي لا تناسب المعلم وهيبته. وهذا على حساب صحته الجسمية والنفسية .
ولقد انتصرت العدالة المصرية لمطالب المعلمين من خلال
التقرير الصادر من هيئة مفوضي الدولة المستشار /محمد على محمد رضوان تحت رئاسة السيد المستشار محمد إبراهيم عرفات الذي أكد على أحقية المعلمين في صرف كافة المكافآت والبدلات والحوافز وفقا للأجر الأساسي للعام نفسه؛مؤكدا عدم قانونية تثبيت الأساسي .وأكد التقرير على أحقية المعلمين في صرف بدل المعلم وبدل الاعتماد بأثر رجعي حتى ٣٠/٦/٢٠١٤.
إن المعلم المصري هو صانع النهضة الحديثة في كل البلاد العربية وهو مقدر ماديا وأدبيا في كل البلاد العربية وهو يصرخ ويستغيث ويتألم لكي يتم تقديره في وطنه مصر صاحبة أقدم الحضارات التي قامت على العلم والتعليم.
ثانيا : عدم التقدير الأدبي للمعلم فكنا نسمع قول أمير الشعراء: أحمد شوقي
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
وهو يدعو إلى إجلال المعلم كونه صاحب رسالة سامية ولكن الصورة التي رسمها الفن في الأفلام والمسرحيات غلب عليها السخرية بداية من نجيب الريحاني في (الأستاذ حمام) وفؤاد المهندس في (ياقوت أفندي ) وعادل إمام في (مدرسة المشاغبين ).إلى أن نصل إلى محمد هنيدي (رمضان مبروك أبو العلمين) هذه الأعمال قدمت صورة سيئة للمعلم المصري الذي لا يجد قوت يومه وملابسه رثة بالية لا تناسب مكانته الاجتماعية ..لقد أظهرت تلك الأعمال مربي الكلاب أكثر أناقة في ملبسه ويتقاضى راتبا شهريا أضعاف المعلم البائس.
أننا في حاجة إلى تلبية نداءات وصراخات واستغاثات أكثر من مليون و٣٠٠ ألف معلم بتحرير أساسي المرتب ليتم صرف مستحقاتهم على أساسي ٢٠٢٤ واسترداد حقوقهم بأثر رجعي من ٣٠/٦/٢٠١٤ فهل تفعل الحكومة إنقاذا للمعلمين وأسرهم وانتصارا للحق والقانون ؟؟؟؟؟؟؟