لماذا يرتفع مرض السكري من النوع الأول بين كبار السن؟
د. إيمان بشير ابوكبدة
كشفت دراسة جديدة أن عدد كبار السن الذين يصابون بمرض السكري من النوع الأول قد تضاعف ثلاث مرات خلال الثلاثين عامًا الماضية.
وبالمقارنة مع 1.3 مليون شخص فوق سن 65 عاما مصابين بهذا المرض في عام 1990، يوجد الآن 3.7 مليون شخص مصابون بمرض السكري من النوع الأول.
يؤدي مرض السكري من النوع الأول إلى تقصير متوسط العمر المتوقع للشخص، على الرغم من أن التقدم في الطب والرعاية ساعد في تغيير هذه الاحتمالات نحو الأفضل.
ونشرت الدراسة، التي استخدمت بيانات من 204 دولة ومنطقة حول العالم، في المجلة الطبية البريطانية.
استخدم الفريق بيانات من دراسة العبء العالمي للمرض وعوامل الخطر لعام 2019 لتقدير عدد الأشخاص المصابين حاليا بمرض السكري من النوع الأول، وعدد الوفيات الناجمة عن المرض، ونوعية حياة الأشخاص المصابين بالمرض.
نتائج البحث
ومن عام 1990 إلى عام 2019، قفز عدد البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و94 عامًا المصابين بالمرض من 400 إلى 514 لكل 100 ألف شخص.
بمعنى آخر، زاد معدل الانتشار في هذه الفئة العمرية بنسبة 28% تقريبًا. لكن عدد الوفيات انخفض بنسبة 25%، من 4.74 لكل 100 ألف شخص عام 1990 إلى 3.54 عام 2019.
ومن خلال تحليل المتغيرات المختلفة، اكتشف العلماء بعض الخصائص التي تؤثر على خطر وجودة حياة الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول.
وبالمقارنة مع النساء، كان الرجال الأكبر سنا أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الأول.
ومع ذلك، انخفض معدل الوفيات بين جميع الفئات العمرية، وخاصة بين النساء والأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 79 عاما.
أسباب ارتفاع مرض السكري من النوع الأول
يُعتقد أن مرض السكري من النوع الأول يتطور بسبب مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية:
من المعروف أن بعض الجينات تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، وخاصة تلك التي تتعلق بوظيفة الجهاز المناعي.
ومن المعروف أيضا أن هذا المرض هو أحد أمراض المناعة الذاتية حيث يقوم الجهاز المناعي للجسم بمهاجمة خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في البنكرياس وتدميرها عن طريق الخطأ.
العوامل الأخرى المعنية هي الالتهابات الفيروسية (مثل الفيروسات المعوية)، أو العوامل الغذائية المبكرة، أو التعرض لبعض المواد الكيميائية. كل ذلك يمكن أن يؤدي إلى تحفيز عملية المناعة الذاتية لدى الأفراد المعرضين وراثيا.
وهناك نقطة أخرى مهمة لاحظها الباحثون وهي أن معدل الإصابة بمرض السكري من النوع الأول يميل إلى الارتفاع في البلدان البعيدة عن خط الاستواء. يشير هذا إلى أن فيتامين د (المرتبط بالتعرض لأشعة الشمس) قد يلعب دورًا.
ويشير الباحثون أيضًا إلى أن التعرض المبكر لبروتينات حليب البقر وتوقيت إدخال الحبوب والغلوتين في النظام الغذائي للطفل قد يلعبان دورا.
أخيرا، أشار الفريق إلى تأثيرات الحياة المبكرة على ميكروبيوم الأمعاء. ويعتقد أن هذا قد يؤثر على وظيفة المناعة وتطور المناعة الذاتية.
أعراض مرض السكري من النوع الأول
العطش الشديد
الجوع الشديد
كثرة التبول
فقدان الوزن غير المبرر
التعب الشديد
عدم وضوح الرؤية
التهيج وتغيرات المزاج
الإصابة بالالتهابات المتكررة، مثل الالتهابات الجلدية أو الالتهابات الفطرية
بطء التئام الجروح
