القاهرية
العالم بين يديك

الكلمة الدلالية

73

كتبت/ رانده حسن
إختصاصى نفسي

منذ بداية الحياة التواصل بين البشر عن طريق التحدث (الكلام) ،العيون، المشاعر , الإحساس ،الفرح ، الحزن ، ونجد أن غالبية التواصل الاجتماعي مشاعر داخلية تظهر على الإنسان خارجيا ، حتى الكلمات التى يستخدمها البشر ، تلك الكلمات قد تكون كلمات رقيقة وناعمة أو تكون كلمات نارية ذات طلقات تقذف داخل عقل وقلب وروح من يتلقاها ، وقد تودى به إلى إحساس بالحزن الشديد والقهر. والمرارة داخل الروح .

والكلمة الدلالية أقصد بها :المعنى المراد يصل للمتلقى من المتحدث أثناء الحوار وتبادل الحديث ، يريد أن يصله مشاعر وكلمات ذات معنى (فرح ، حزن ، غضب ، إهتمام ، حب ،، شكر. . إلخ
.
فالكلمة مفتاح القلوب ، إما تفتح القلب والروح وتجعل المتلقى سعيد وفرحان ومبتهج ، أو تجعله فى أسوأ حالاته النفسية ، أو ذات مشاكل نفسية واجتماعية ويحتاج إلى من يعالجه حتى يرجع لطبيعته .
وقد يسأل البعض ، إلى هذه الدرجة ؟!
نعم وأكثر.
دعونى أطرح عليكم بعض الأمثلة البسيطة جدا ،
الزوجة إذا قامت بطهو الطعام وقال الزوج لها ,(تسلم ايدك ؛ أو الأكل جميل ؛ احلى أكل بيكون من يدك )هكذا كلمات:
نجد الزوجة فى قمة الفرح والسرور ، لا بل تجتهد أكثر وأكثر حتى تتقن وتتفنن فى الإبداع والتغيير والتنوع في الأكلات التى تقدمها حتى تسعد زوجها وتجد منه التقدير والثناء على أفعالها وشكرها بالكلمة الطيبة بل والربت على كتفها تلك الكلمات الدلالية.
وإذا وجد الزوج الطعام سىء ، يقول لها الاكل أو الطعام جيد لكنك تقومين بطهو أحسن منه ، أعتقد أنك متعبة اليوم أو مرهقة ، أعانك الله ، هذه كلمات مهذبة لتوصيل رسالة إلى الزوجة بأن الطعام ليس جيد بالقدر الكافي ، ولكن بصورة مهذبة لا تجرح مشاعر الزوجة بعد تعبها بل وجهها إلى تقديره لها ولكن برجاء التحسن فى المرة القادمة .
عكس إذا وجد الزوج الطعام جيد أو سىء لا بذكر زوجته لا بشكر ولا كلمة طيبة بل بالعكس إساءة معاملة وكلمات سيئة تغرز داخل قلبها وتكسر روحها.
وإذا كان هناك زوج لا يستطيع توفير متطلبات الحياة ، نجد زوجة تساعد زوجها وتعينه وتشجعه بحنانها ورقتها وكلماتها الرقيقة إلى البحث عن عمل بل يريد أن يجلب لها كل ما فى الكون لكى يراضيها ، وزوجة بكلماتها القاسية الجارحة له وعدم قدرته على تحمل المسؤولية واللوم والعتاب المستمر يؤدى إلى شعور بكسرته ، وقلة حيلته بل ضعفه وهوانه ، وقد يؤدي ذلك إلى التفكير فى الموت والانتحار…وهذا حدث بالفعل وجميعنا سمعنا وشاهدنا ذلك
إن الشكر والتقدير والاهتمام من أساسيات التعاملات البشرية ، ولكل كلمة أثرها في النفوس ، فالكلمة مفتاح لحياة أفضل برقتها وعذوبة المشاعر الإحساس بالغير أو حياة مليئة بالطلقات النارية والحجرية والقسوة والجفاء
فالكلمة إما تحيى إنسان أو تميته .
فالكلمة إما تسعد إنسان أو تحزنه.
فالكلمة إما تجعله يشق الجبال والصخر أو تجعله لا يستطيع أن يتحرك حتى من مكانه.
فالكلمة إما دافع قوي للتقدم أو تثبيط همة ونشاط وتقليل شأن .
لماذا ؟لماذا لا نستخدم الكلمات الدالة على الإيجابية التي داخل القلوب والروح وتكون الدافع والحافز لكى نشعر من أمامنا أنك تستطيع على فعل أى شىء وكل شىء عمل ، دراسة ، رياضة ،…لا تستهون بقدرتك أعمل على نفسك وساعد روحك تكن من أنجح الشخصيات ، ضع أهداف وحاول الوصول إليها مهما تكررت المحاولات عليك السعى ، وإن شاء الله النجاح أيضا.

قد يعجبك ايضا
تعليقات