كتب : محمود شعبان
لم يكن قرار الهجرة من السودان سهلًا على السيدة عشة حامد نورين التي رحلت عن دارها وديارها، تاركة خلفها الذكريات والحنين، الوطن والهوية، بحثًا عن رقعة آمنة على أرض أخرى تضمن لها التعايش بسلام، اتخذت قرارها على مضض، حملت أمتعتها بمرارة هربًا من الموت، لم تكن تعلم أن ما تهرب منه ينتظرها على الجانب الآخر فور وصولها بر الأمان.
على مدار عام ونصف من الحرب في السودان، عان الشعب الموت والقهر، فر منهم من فر وبقي من بقى، وهناك آخرون فقدوا الأمل في استعادة الوطن ليلحقوا بالفارين منهم إلى الأراضي المصرية بحثًا عن الأمل في حياة هادئة، إلا أنه وكما يقال للقدر حسابات أخرى، ففور وصول تلك السيدة إلى مدينة أسوان المصرية والتي سجلت أعلى درجة حرارة في العالم الأيام الماضية، لم تتحمل السيدة درجة الحرارة وعلى الفور لاقت مصرعها، لتلحق بالكثير من ضحايا الحرب في السودان.
فهل يأن الوقت الذي يرأف فيه السودان بأهله؟