القاهرية
العالم بين يديك

المال زينة الحياة الدنيا

346

حسن محمود الشريف
لقد اعتنى الاسلام عناية فائقة بالمال لأن المال هو عصب الحياة ووصفه رب العالمين بزينة الحياة فقال سبحانه تعالى
{المال والبنون زينة الحياة الدنيا، والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا} سورة الكهف 46، لو تأملت هذه الآية لعلمت أن الباقيات الصالحات خير من المال والبنين، والباقيات أعمالك الصالحة الصلوات الخمس والتقديس والتسبيح والتهليل والعمل بطاعة الله تعالى،
واعلم أن المال وسيلة لا غاية، إلا أن الناس جبلوا على حبه حبا جما، كما أن البعض أصبح يقيم الرجل بما يملك، نحن نعلم أن المال ضرورة قصوى ولكنه ليس كل شيء، إذا ملكت الملايين وفقدت صحتك، ما يغني عنك مالك، أوليس الغنى غنى النفس؟ أوليس الغني بأخلاقه ودينه؟ فهل يدفع المال الأجل؟ هل يدفن المال مع صاحبه إذا مات؟ “لا ابو كثير ملك، ولا ابو قليل هلك” ومع ذلك فالمرء لا يشبع من المال “وتأكلون التراث اكلا لما، وتحبون المال حبا جما” سورة الفجر 19-2
وقال صلى الله عليه وسلم لو أن لابن آدم وادى من ذهب لابتغى ثانى ولا يملاء عين ابن آدم الا التراب ويتوب الله على من تاب،
و هذا الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه، وصف حب الناس للمال وصفا دقيقا وأن الناس تميل إلى من عنده مال، وتذهب إلى من يملك الذهب، وتهرول هرولة إلى صاحب الفضة ويقول:
رأيت الناس قد مالوا
إلى من عنده مال
ومن لا عنده مال
فعنه الناس قد مالوا
رأيت الناس منفضة
إلى من عنده فضة
ومن لا عنده فضة
فعنه الناس منفضة
رأيت الناس قد ذهبوا
إلى من عنده ذهب
ومن لا عنده ذهب
فعنه الناس قد ذهبوا
كل ما قاله الإمام الشافعي صحيح، فالناس تتبع المال كما يتبع الطفل أمه، أفلا يتذكر هؤلاء قول الله تعالى وهو يصف صاحب السلطة والمال يوم القيامة حيث يقول “ما أغنى عني ماليه، هلك عني سلطانيه” سورة الحاقة 28-29،
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

قد يعجبك ايضا
تعليقات