القاهرية
العالم بين يديك

دراسة: نجح الأطباء الصينيون في علاج مرض السكري من النوع الثاني

91

د. إيمان بشير ابوكبدة

حققت مجموعة من الأطباء والعلماء الصينيين إنجازا غير مسبوق: علاج مريض مصاب بداء السكري من النوع الثاني باستخدام العلاج بالخلايا.

تم تطوير العلاج الرائد من قبل فريق من مستشفى شنغهاي تشانغتشنغ، مركز التميز في علوم الخلايا الجزيئية، الأكاديمية الصينية للعلوم. وقد نشرت مجلة Cell Discovery نتائج الدراسة.

كان المريض، وهو رجل يبلغ من العمر 59 عاما، يعاني من مرض السكري من النوع الثاني لمدة 25 عاما، معرضا لخطر الإصابة بمضاعفات المرض.

وخضع لعملية زرع كلية في عام 2017، لكنه فقد معظم وظائف جزره البنكرياسية، التي تتحكم في مستويات الجلوكوز في الدم. ومنذ ذلك الحين، أصبح يعتمد على حقن الأنسولين يوميا.

وبعد العلاج انخفض تدريجيا حتى توقف عن تناول أدوية التحكم في نسبة السكر في الدم عن طريق الفم .

ووفقا للباحثين، أظهرت فحوصات المتابعة أن الجزر البنكرياسية للمريض قد استعادت وظيفتها بشكل فعال.

كيف يعمل العلاج؟
أخذ الأطباء خلايا وحيدة النواة من دم المريض نفسه، وباستخدام مزيج كيميائي جديد، أعادوا برمجتها إلى خلايا جذعية.
بعد ذلك، أعاد الفريق بناء الأنسجة من مجموعات صغيرة من الخلايا الخاصة في البنكرياس (تسمى الجزر البنكرياسية، المسؤولة عن إنتاج الأنسولين) في بيئة صناعية.

هذه الخلايا الموجودة في البنكرياس مسؤولة عن إنتاج الأنسولين وإخبار الجسم بموعد استخلاص السكر من الطعام للحصول على الطاقة.

يستغل هذا النهج قدرات الجسم على التجدد، وهو مجال ناشئ يعرف بالطب التجديدي.

وما هي الآثار المترتبة على هذا الاكتشاف؟
لاحظ العلماء المشاركون في العلاج أنه إذا أثبت نهج العلاج بالخلايا فعاليته في دراسات أكبر، فقد يحرر المرضى من الأدوية، ويحسن الصحة ونوعية الحياة، ويقلل تكاليف الرعاية الصحية.

ومع ذلك، فإنهم يؤكدون على الحاجة إلى مزيد من الدراسات التي تشمل كمية أكبر من عينات المرضى للتحقق من صحة هذه النتائج الواعدة.

مرض السكري من النوع الثاني
مرض السكري من النوع الثاني هو حالة مزمنة تتميز بمقاومة الأنسولين وعدم قدرة الجسم على استخدام هذا الهرمون بشكل صحيح. وبدون علاج، يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.

مع مرور الوقت، يسبب مرض السكري من النوع الثاني أضرارا خطيرة للجسم، وخاصة الأعصاب والأوعية الدموية.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية ، فإن أكثر من 95% من مرضى السكري لديهم النوع الثاني.

الأعراض
زيادة العطش والجوع، وكثرة التبول، والتعب، وعدم وضوح الرؤية، وبطء التئام الجروح، والالتهابات المتكررة.

إذا ترك مرض السكري من النوع الثاني دون علاج، يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، والاعتلال العصبي، واعتلال الكلية، واعتلال الشبكية وبتر الأطراف.

ما هو الفرق بين مرض السكري من النوع الأول و الثاني؟
الفرق الرئيسي بين مرض السكري من النوع الأول والنوع الثاني هو كيفية تعامل الجسم مع الأنسولين.

في مرض السكري من النوع الأول، يهاجم الجهاز المناعي خلايا بيتا في البنكرياس ويدمرها، والتي تنتج الأنسولين، مما يؤدي إلى إنتاج القليل من الأنسولين أو عدم إنتاجه على الإطلاق.

يحدث هذا عادة في مرحلة الطفولة أو المراهقة، ويحتاج الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الأول إلى حقن الأنسولين يوميًا للتحكم في مستويات الجلوكوز في الدم.

من ناحية أخرى، في مرض السكري من النوع الثاني، يطور الجسم مقاومة للأنسولين ولا يستخدمه بشكل فعال، وفي النهاية لا ينتج كمية كافية من الأنسولين.

هذا النوع أكثر شيوعا عند البالغين، وغالبا ما يرتبط بالسمنة ونمط الحياة الخامل، ويمكن إدارته من خلال التغييرات الغذائية وزيادة النشاط البدني والأدوية عن طريق الفم، وفي بعض الحالات، الأنسولين.

قد يعجبك ايضا
تعليقات