شعر /الحبيب المبروك الزيطاري من نابل
متابعة عبدالله القطاري من تونس
يا ليــل ما لكَ لا خـــلّ و لا قمــــرُ
هل أقفر الكون أم قد هاجر البشرُ
أين الحديث الذي قد كان يجمعنا
أين الرَّفيق و أين الأنس و السَّمــرُ
هل غادر البلبـل الغِرِّيــدُ روضتنــا
فاشتاقت الجنة الفيحاء و الثمــرُ
و ارتـدت الغيمــة المعطاء نائيــة
فالجــوّ قفــر و لا ِريٌّ و لا مطــرُ
يا من تغيبتِ عن عيني بلا سبـب
يا ليت يعلم من يهواك ما الخبــرُ
هل ودَّع القلب بعضا من محبَّتنــا
أم جَدَّ ظرف فحال الحظُّ و القدرُ
ليس الجفاء و لا النِّسيان شيمتنا
لو تعلميـن أيا من غبت مالضجـرُ
لو تعلميـن بمـا الأطيـاف تُخبـرُني
في كلِّ ليل و ما يُوحي به السَّحرُ
تنتابنـــي فِكَــرٌ و القلــب كذّبــــها
يا ليتها انتحرت في مهدها الفِكَـرُ
يبقى شعوري و حسن الظنِّ أتبعـه
أخشى بيوم يموت الحبُّ و الأثــرُ
يا ليـت مـن قـرَّر الهجران جرَّبـه
ما دام هجـــر و لا هــمٌ و لا كــدرُ
الشاعر التونسي
الحبيب المبروك الزيطاي