د. إيمان بشير ابوكبدة
يصبح نزيف الأنف مصدر قلق خاص عند حدوث تدفق كبير للدم أو عندما يصبح أكثر تكرارا، بما يتجاوز ما يمكن اعتباره طبيعيا.
الرعاف، والمعروف شعبيا باسم نزيف الأنف، هو حالة يتسرب فيها الدم عبر فتحات الأنف، والتي تختلف في شدتها، من قطرة صغيرة إلى تدفق أكثر كثافة..
عادة ما تكون هذه المشكلة قصيرة الأمد وقد تتوقف تلقائيا بعد بضع دقائق أو تستمر لأكثر من نصف ساعة. تنشأ معظم النوبات في الجزء الأمامي من الحاجز الأنفي، وهو الأكثر حركة ومرونة، والذي يقسم فتحتي الأنف.
تؤدي العملية الالتهابية المصاحبة لنزيف الأنف إلى تورم موضعي، بسبب تمدد الأوعية الدموية المحيطة.
غالبا ما يكون هذا استجابة من الجهاز المناعي لمحاربة العدوى، مما يزيد من تدفق الدم لتسهيل نقل الخلايا الدفاعية إلى المنطقة المصابة بالغزو.
ونتيجة لهذه العملية تصبح فتحات الأنف مسدودة جزئيا أو كليا، مما يؤدي إلى صعوبات في التنفس وعدم الراحة، خاصة خلال فترات الراحة.
تعتمد خيارات العلاج لهذه الحالة على سبب النزيف وشدته وقد تشمل إجراءات بسيطة في المنزل، مثل الضغط على الأنف، بالإضافة إلى إجراءات أكثر تعقيدا، مثل الكي.
أسباب نزيف الأنف
يحدث نزيف الأنف عندما تتهيج البطانة الداخلية الرطبة أو عندما تمزق الأوعية الدموية في المنطقة. هناك عدد من العوامل التي تؤدي إلى هذا الانزعاج.
ترتبط الأسباب المحلية بشكل مباشر بالأنف وتلحق الضرر بالأوعية الدموية التي تغذيه. من بين الأسباب الأكثر شيوعا:
جفاف الأنف الناتج بشكل رئيسي عن الهواء الجاف، سواء في الطقس البارد أو البيئات الاصطناعية، يؤدي إلى جفاف الغشاء المخاطي للأنف، مما يجعله أكثر عرضة للتشققات والإصابات.
تؤدي الإصابات مثل عبث الأنف أو النفخ بقوة أو التعرض لضربة في الأنف إلى إتلاف الأوعية الدموية في المنطقة.
التهابات الأنف والجيوب الأنفية، التي تسببها الفيروسات أو البكتيريا، قادرة على التهاب وتهيج بطانة الأنف.
انحراف الحاجز الأنفي.
الأجسام الغريبة، وهي أكثر شيوعا عند الأطفال الصغار الذين لديهم عادة وضع الأشياء في أنوفهم.
الأورام الحميدة أو الخبيثة في الأنف أو الجيوب الأنفية، خاصة إذا كانت متقرحة أو متقرحة.
من ناحية أخرى، تؤثر الأسباب العامة على الجسم ككل، مما يزيد من خطر النزيف في أي مكان، بما في ذلك الأنف. ويمكن أن نذكر بعضها:
الأمراض التي تؤثر على تخثر الدم، مثل الهيموفيليا، ومرض فون ويلبراند، وغيرها من الحالات تجعل من الصعب تجلط الدم.
الحالات الجهازية مثل فشل الكبد والكلى وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان تزيد من هشاشة الأوعية الدموية.
ارتفاع ضغط الدم، على الرغم من أن ارتفاع ضغط الدم ليس هو السبب الرئيسي لنزيف الأنف، إلا أنه لا يزال من الممكن أن يساهم في استمرار الانسكاب لفترة أطول.
الأدوية، مثل الأسبرين، ومخففات الدم، والأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، وبعض بخاخات الأنف.
الاستهلاك المفرط للكحول والكوكايين وغيرها من مضادات التخثر الطبيعية أو الاصطناعية.
هل من الممكن منع نزيف الأنف؟
على الرغم من أنه لا يمكن الوقاية من جميع أسباب السرطان، إلا أن بعض التدابير تساعد في تقليل المخاطر:
ترطيب الهواء باستخدام جهاز ترطيب الهواء في المنزل، خاصة خلال فصل الشتاء.
تجنب نفخ أنفك بقوة، لأن ذلك قد يؤدي إلى تهيج بطانة الأنف.
طلب العناية الطبية عند ظهور علامات التهاب الأنف والتهاب الجيوب الأنفية لتجنب التفاقم المحتمل.
هل يثير القلق خروج الدم من الأنف؟
يكون نزيف الأنف مثيرا للقلق بشكل خاص عندما يكون هناك تدفق كبير للدم أو عندما يصبح النزيف أكثر تكرارا، بما يتجاوز حدود ما يمكن اعتباره طبيعيًا. في هذه الحالات، يوصى بشدة بطلب التوجيه من أحد المتخصصين.
في معظم الحالات، يكون التنقيط خفيفا ويمكن السيطرة عليه في المنزل بإجراءات بسيطة. ومع ذلك، في بعض الحالات، قد يأتي النزيف من الجزء الخلفي من الأنف، وهي منطقة تعرف باسم التجويف الأنفي الخلفي.
يعد التشاور مع طبيب الأنف والأذن والحنجرة أمرًا ضروريا للتقييم وإجراء فحوصات محددة، مثل التنظير الأنفي، والذي يسمح بإجراء تحليل مفصل للهياكل الداخلية للأنف.
يساعد هذا الفحص على تحديد الإصابات أو الالتهابات أو العوامل الأخرى التي قد تساهم في النزيف المتكرر، مما يتيح اتباع نهج فردي ومناسب للمريض.
نصائح لوقف النزيف ومنع تكراره
اجلس وقم بإمالة رأسك للأمام لمنع الدم من الجريان في حلقك والتسبب في الغثيان أو القيء.
تنفس من خلال فمك وتجنب التمخط من أنفك، لأن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم النزيف.
اضغط على فتحتي أنفك باستخدام إصبعي الإبهام والسبابة للضغط على فتحة الأنف النازفة لمدة تتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة. حافظ على الضغط ثابتا.
بعد إيقاف النزيف، ضع كيسا من الثلج البارد على أنفك لمدة 5 إلى 10 دقائق لتقليل التورم.
تجنب فرك وتمخط أنفك بقوة.
تجنب لمس أنفك أو إدخال أي شيء فيه.
لا تستهلك المشروبات الساخنة لأنها تزيد من تدفق الدم إلى الأنف وتجعل من الصعب السيطرة على النزيف.