د. مروة الجندي
تتعدد اساليب تناول الخامات فى الفنون التشكيلية وتختلف من فنان لأخر ، حيث يبدأ الفنان البحث عن المبررات التشكيلية والتعبيرية وراء اختيار الوسيط وعلاقته بأجزاء العمل الفنى ، وابتكار اسلوب ما يميزه عن غيره من الفنانين وينقل لنا فكره و فلسفته الخاصة من خلال هذا الوسيط ، ويقول هربرت ريد “أن علاقة الفنان بالخامة ليست علاقة إدراكية بحتة وإنما هي علاقة تعبيرية هذا التعبير لا يمكن أن يخرج إلى الوجود إلا في صيغة مشاعر ملموسة ومحسوسة “، و فكرة الوسيط المادى المستخدم دائما ما يؤرق الفنان قبل واثناء صياغة العمل الفنى حيث ان التعامل مع الوسائط المادية المختلفة يتطلب رصيد من الخبرة المرئية والمعارف المكتسبة وحصيلة للعلاقات التشكيلية ، و بمعرفة إمكانيات هذه الوسائط وحدودها وطرق معالجتها يتم تطويعها لخدمة الأفكار التعبيرية والتشكيلية للفنان ، فإن خامة العمل الفنى ليست مجرد شئ قد جمع منها هذا العمل أنما هى غاية فى ذاتها بوصفها ذات كيفيات حسية خاصة من شأنها أن تعين على تكوين الموضوع الجمالى والتعبيرى .
ولان الفنان يفكر ثم ينفعل ثم يخرج وينتج العمل الفنى بوساطة خامة ، كما يؤكد الفنان الإنجليزى “هنرى مور H.Morre ” بان لكل خامة صفاتها المميزة وتتركز أهميتها فى تشكيل الفكرة ، فهى بذلك لابد ان تشغل مكانها فى العملية الفنية ، فإن المواد أداة للتعبير وتتحول إلى قيمة عندما يتعامل معها دارس الفن او الفنان بشكل مباشر ويتعمق فى إدراك مضامينها وفهم معانيها، فالخامات لها معنى وتكتسب معانى كبيرة بالتشكيل ، وتزداد المعانى مع ممارسة التشكيل ، وتعتبر إعادة استخدامات الوسائط المادية فى صياغات جديدة بمثابة التقنية والأسلوب الذى يتناوله الفنان.