القاهرية
العالم بين يديك

كيف تخرج من صدمة عاطفية

178

 

د. طارق درويش
أسباب الصدمة العاطفية تنتج الصدمة العاطفيّة أحياناً عن بعض المواقف التي تترك في نفس المرء أثراً عميقاً وشعوراً مؤلماً يصعب التغلّب عليه ومنها:
مُشاهدة المرء للصور والمنشورات و التقارير الإخبارية المُختلفة والصادمة التي تُزعجه و تُشعره بالخوف والغضب عبر وسائل التواصل الإجتماعي المُختلفة.
حدوث الكوارث الطبيعية ومُعاناة الشخص للحفاظ على سلامته مثل:
الحرائق أو الفيضانات.
تصادم الشخص في حادث سير أو حادث نقل أو مشاهدته للمُصابين أو الاضطرار للهبوط اضطراريّاً في طيارة.
وقوعه كضحية أو تعرّضه لاعتداءٍ جسديّ أومُشاهدته جريمة أو بعض أفعال العنف كسطوٍ مُسلّح أو غيره.
تعرّض الشخص لإصابة والحاجة للقيام بجراحة خاصةً في سنوات الحياة الأولى.
موت شخص قريب وعزيز على قلب المُصاب أو فُقدان شخصٍ مُعيّن بشكلٍ مُفاجئ
الخضوع لتجربة مهمة باءت بالفشل وشعور الشخص بخيبة أملٍ كبيرة.
تعمّد شخص قريب للمرء يحظى بثقته ومكانة كبيرة في نفسه التعامل بقسوة ولُؤم معه وإزاعجه
.تفككّ علاقة مهمة وفشل علاقة قريبة تعني للمرء الكثير

أعراض الصدمة العاطفية

من أبرز أعراض وعلامات الصدمة العاطفية ما يأتي:
عدم القدرة على التركيز والتفكير بشكلٍ جيّد وصحيح. الشعور بالخوف والقلق بشكلٍ كبير بحيث يعجز المرء عن السيطرة على نفسه ويُصاب بنوبات الهلع والخوف.
حدوث أعراض جسديّة أخرى تُنبئ بوجود خلل داخلي في الشخص المُصاب،مثل:
الإصابة بآلام عشوائيّة مُختلفة، كآلام المعدة أو الصداع أو تشنج العضلات وغيرها.
الشعور بالأرق وعدم القدرة على النوم بشكلٍ جيّد بسبب الضغط النفسيّ أو العكس من خلال هروب المرء من الواقع والنوم مدّة طويلة والذي قد يُرافقه بعض الكوابيس المُزعجة. اضطرابات عاطفيّة تجعل الشخص يُفكّر بشكلٍ غير منطقيّ وعاطفيّ أكثر وقد تتولد لديه مشاعر غريبة بالذنب واللوم، والحزن أو غيرها من الأحاسيس المؤلمة التي تدفعه للبكاء بشكلٍ مُستمر.
قيام المرء بسلوكات تُخالف طبيعة شخصيّته كاللجوء للعزلة بينما هو شخص إجتماعي جداً، أو التخليّ عن المسؤوليات وعدم الاهتمام بها وهو عادةً شخص مُلتزم ومسؤول في عمله.
سيطرة الأفكار السلبيّة على الشخص وجعله مُستاءً دائماً، ويشعر بأنّ الحياة بلا قيمة ولا يوجد فيها هدف يستحق السعي لأجله، وقد تتملكه مشاعر الإهمال وعدم الهتمام بكل ما يُحيط حوله. القيام ببعض السلوكات الخاطئة التي لم يعتد المرء عليها، كشرب الكحول

اضطراب ما بعد الصدمة

يختلف تأثير الصدمة من شخصٍ لآخر فالبعض يستطيع الشفاء منها في غضون أيام والبعض الآخر تمتد فترة العلاج لأسابيع أو شهور طويلة، وفي بعض الأحيان قد يُشفى الشخص منها إلا أنّه يُعاني من اضطراب ما بعد الصدمة وهو رد فعل يُعرف بالإجهاد والضغط الحاد للمصاب بسببها، وقد ينتج أحياناً عن عدم علاج الصدمّة بشكلٍ صحيح على يد أخصائي نفسي فيظهر هذا الإضطراب عندما يظن المُصاب أنه شفي تماماً، ومن أعراضه شعور المرء بالقلق والغضب السريع، أو الاكتئاب وأحياناً يؤثّر على راحة المُصاب فيُشعره بالأرق أو عدم القدرة على النوم جيّداً ومُشاهدة الكوابيس المُزعجة ومُراودته الذكريات الأخرى المُؤلمة والتي قد يتعلق بعضها بالموقف المُسبب للصدمة، وهنا يجب على المرء أن يخضع للعلاج النفسي على يد الطبيب للتخلص من هذا الاضطراب واستئناف حياته الطبيعيّة ومُتابعتها بشكلٍ جيّد.

الصدمة العاطفية هي استجابة

طبيعيّة لحدثٍ عاطفيّ مُزعج أصاب المرء يُرافقه شعوراً نفسيّاً بالعجز والإرهاق والخوف وانعدام الأمان والألم بحيث ينعكس ذلك على سلوكه الخارجيّ فقد يلجأ للعزلة والابتعاد عن الآخرين بسبب عدم ثقته بهم أو ضعف القدرة على التواصل معهم بشكلٍ جيّد مما يؤثّر على حياته العمليّة والإجتماعيّة والنفسيّة إضافةً لإمكانيّة تفاقم الحالة وعدم تمكّن المرء من السيطرة على نفسه في بعض الأحيان، فتزداد انفعالاته وينعدم تركيزه أو تُصيبه نوبات من التشنج العضلي أو الإعياء أو غيرها من العوارض الأخرى ويحتاج الشفاء من هذه الصدمّة بعض الوقت الذي يختلف بحسب شدّة الحالة، واستجابة المرء نفسه وقد يتطلب الأمر أحياناً الخضوع لجلسات علاج نفسيّة مع الطبيب المُختص؛ لضمان تحسّن حالته وتغلبّه على ذكريّاته وعودته لطبيبعته.

لعلاج الصدمة العاطفية

يوصى باتباع المرء النصائح الآتية:
فتح خطوط التواصل مع الآخرين وتجنّب اللجوء للعزلة والجلوس وحيداً والاستمتاع مع الغير بالنجاحات والتفاصيل الأخرى الهامة في حياة المرء حيث إنّ الحياة لن تتوقف على المواقف التي سببت له الصدمة العاطفيّة.
مُحاولة التقرّب للأشخاص الذين مرّوا بنفس التجربة للاستفادة من تجربتهم والحصول على نصائح فعّالة قد تدعم المرء وتُسرع شفاءه.
مواجهة المرء للموقف الصعبة وتحدي الألم الداخلي الذي يشعر به والتغلّب عليه بإرادة قويّة وعزيمة صلبة.
ممارسة بعض التمارين الرياضيّة التي تُعزز صحة المرء وتُساعده على استعادة توازنه ونشاطه شرط عدم إرهاق نفسه إضافةً لتمارين التأمل والتركيز ورياضة اليوغا لتي تُساعد جميعها على الاسترخاء والتنفس براحةٍ وعُمق وتُقلل الإجهاد النفسي لديه.
عناية الشخص الذاتيّة بنفسه والاهتمام بصحّته الجسديّة وتناول الغذاء المتوازان والنوم مدّةً كافيّة وغيرها من قواعد العناية بالذات.
تجنّب اللجوء للممارسات الخاطئة، مثل:
التدخين أو شُرب الكحول أو تعاطي المخدرات وغيرها. استعادة المرء زمام السيطرة على حياته وعودته للروتين اليومي بسرعة والاستمرار بالذهاب للعمل أو الدراسة والقيام بالأنشطة المُعتادة.
التخلّص من الأشياء العالقة في داخل المُصاب والتي تؤثّر على حياته ونفسيّته كحل الخلافات الصغيرة وتقسيم المهام الكبيرة لمراحل وإنجازها واحدةً تلو الأخرى، والتخلص من الأشخاص السلبيين وعدم التركيز على أولئك الذين يؤثرون على توازن المرء واستقراره النفسيّ.
إعادة تقييم المرء لأسلوب وأهداف حياته والتركيز على الروابط الإجتماعيّة العميقة كالعائلة والأصدقاء المُقربين أو التطوّع بالأعمال الخيرية التي تجلب السكينة والراحة له بمُساعدة الغير وقد تُساعده على الشفاء.
استشارة المعالج النفسيّ وتلقي العلاج بشكلٍ مهني أكثر على يديه لضمان الشفاء التام ..

قد يعجبك ايضا
تعليقات