بقلم: محمد فؤاد منصور
ضجة جديدة صحونا لنراها تجتاح مجتمعنا المنكوب بأبنائه بدعوى التنوير تارة وتجديد الفكر تارة وإحداث فتن وانقسامات داخل المجتمع لاندري لصالح من ؟!!
إنه تكوين مشبوه ربما هدفه شغل الناس ودفعهم للجدل العقيم حول أمور غير مهمة وغير محسومة ومثيرة للخصام والجدل والدفاع والهجوم ثم الهجوم المضاد وكله في صالح من حرص على تكوين ذلك التكوين أو الجنين المشوه.
تنوير الناس لايكون ببث الفتن والأحقاد بينهم وازدراء مقدساتهم وتسفيه معتقداتهم حتى لو كان فيها مدسوس أو مشبوه أو محرّف.
التنوير يكون بتعليم الناس وتثقيفهم والارتفاع بمستوى وعيهم وتدريبهم على التحليل والقراءة الصحيحة للواقع والنقد الموضوعي الذي يبني ولايهدم والتأكيد على عناصر الشخصية الوطنية التي تعزز الانتماء لمكونات المحتمع وقيمه فليس كل ماعندنا سيئ وكل ماعند غيرنا جيد ..
نحن أيضاً لدينا الكثير ممانعتز به ونفخر في تراثنا وفي ثقافتنا أما الانبطاح والشعور بالدونية والخضوع لموجات التغريب وطمس الهوية فلن يدفع بنا للأمام خطوة واحدة وإنما سيحولنا إلى تابعين أذلاء خاضعين لما يملى علينا دون وعي أو إدراك .. وسنكون مثل المُنْبتّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى.
مايدعوننا إليه ليس تنويراً وإنما هو تشويه للشخصية وطمساً لها .
هل يعني هذا أن مجتمعنا بخير و لايحتاج لإعادة ضبط لتوجهاته وأن كل شئ على مايرام؟!
بالقطع لا .. ولكن لابد من إدراك أن الخلافات الدينية والمذهبية كانت دائماً موجودة في كل العصور وأنها بذاتها لم تسبب مشاكل للمحتمع أو تدفع أبناءه للتباغض والتشاحن بل والتقاتل إلا في ظل مناخ تنتشر فيه المظالم ويعم الجهل وتضيع الحقوق .. فلو وجهتم جهودكم للحديث عن أوجاع الناس ورفع المظالم التي يتعرضون لها وتبصيرهم بحقوقهم وحقوق المواطنة وتعليمهم كيف يتصرفون كمواطنين صالحين في وطن يسع الجميع على اختلاف مذاهبهم وتوجهاتهم .. لو فعلتم هذا ستحدثون التنوير المطلوب وستتحول اختلافات الناس إلى قوة دفع للفرد والمحتمع باعتبار التنوع دائماً من أهم مصادر القوة ..
إن المحتمع مليئ بأمراض أهمها التخلف والجهل وغياب العدالة وشيوع المظالم ولكن ليس أهمها الفهم الخاطئ للدين الذي يأتي كنتيجة وليس كسبب ..
لقد تعلمنا من مبادئ الجراحة أنه إذا استفحل الورم وانتشر فإن من شطط الرأي أن تستأصله كله بضربة واحدة وإلا قضيت على المريض بدل أن تعالجه.
فلاتجعلوا مبلغ همكم القضاء على المخالفين بدل تعليمهم وتثقيفهم واحتوائهم.
هكذا يؤتي التكوين أُكله ، وتنهض المجتمعات وتتقدم.
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
تتجه
- “يلا يلا” أغنيه جديدة للموسيقي دي جي كابو
- محافظ الأقصر يستقبل السيدة الأولى بجمهورية كولومبيا خلال زيارتها للمدينة السياحية
- ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45: قائمة الفائزين
- الحقائق الغذائية عن الجيلاتين
- أسباب ظهور البثور على الجلد وكيفية علاجها
- دليل المهنة المالية لكل برج من الأبراج
- برجك اليوم:23 نوفمبر 2024
- الصالة الرياضية: 5 أخطاء شائعة تعيق تقدمك ولا تدركها
- تتعرض تايوان لـ 15 ألف محاولة هجوم إلكتروني في الثانية
- إطلاق أربعة صواريخ على الأقل في الضربة التي هزت بيروت
القادم بوست
قد يعجبك ايضا
تعليقات