نرجس عمران
استَّقلُّوا قِطار الرَّحِيّل
وترجَّلُوا في مَحطةِ الشَّهادة ِ
يُوقِنون أنَّها حَافلةُ المصيّر
طَريقها أجْسَادَهم
و وقودُها دِماءَهم
وأَصرُّوا أن يكونوا الرُّكاب
لم يتعثروا باستراحةِ خُنُوع
وكم اعتَرَضتهم
مطاباتُ الخيّانةِ؟!
ومستنقعاتُ الخيّبةِ
وأذى الخُذلان
لكنَّهم أماطوها دون وَجََّلٍ
بأجسادٍ يَستُر عُرِّيها الإيمَان
وأكفّ يلتهمُ دفءُالصَّبر
صَقيعَها
وأقدام ٍما تشبثتْ بأحذيتها
لولا نِعالُ الإرادة
أخفقَ الخوفُ في اختراقِ نبضهم
وكم فشِل الإنهزام من الدُّنو منهم ؟!
ومحاولات الرَّدع
الجَّبَّارَة
لوَهنِ عَزيَّمةِ المضيّ قُدوما
نحو النَّصر
باءتْ بالفَشل
أَيُعقل أن تُحِيلَهم بَغتَةُ الحَدث ؟!!
وشَرَّاهة الموت
وقَسَّاوة القدر
إلى مفرداتٍ في معجمِ التَّراجع
محالٌ أن يُلَحِّن أزيزُ الرَّصاصِ
صوتَ هُروبهم
موعدهمُ مع الشَّمس قائمٌ
فارتدوا النَّور
حروفُ أشلائهم
اختصرتْ قصائدَ الرُّجولة
وعلى عتباتِ النَّصر
رسموا حُدودَ الوَطن
ذَخِيْرتَهم دعاءُ الأُمَّهات
وأمَّا دمع ُالزَّواجات
جعلوه مُعَقِما
إذا أُصيبَ الصَّبر بجرحٍ
و وجوهُ أطفالهمِ
هي رغيفُ الخُبز
الذي طالما أمدَّهم بالطَّاقة
لحظةَ تدورُ رحى
أمعائِهم الخَّاوية
هذا قليلٌ
من هَولِ ماتسَّلحوا به
من حَقٍّ
تبسمَّلوا بِه
وسَاروا عليه
ومَضوا إليه
حتى تلاقوا معه
وفي كَنف الحقِّ
عزَّ وجلّ
في كلِّ لحظةٍ
ومن كلِّ الأمْصَار
يَنعموُنَ بالانتصَار
ونحنُ نحتفلُ بموتِهم
في أيَّار
ما أَبْأَسَنا يا الله ؟!!