القاهرية
العالم بين يديك

شبهة أقلقت بعض المؤمنين

115

 

د. فرج العادلي

في يوم طرق رجلٌ بابَ حجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم- فقال رسول الله الله… من؟
فقال الرجل: فلان
فقال رسول الله بئس ابن العشيرة هو. أي هو أسوأ شخصٍ في قبيلته.
ثم فتح له رسول الله الباب، وآلان له الحديث( أي كلمه بطريقة كريمة) ولما أراد الانصراف أعطاه شيئا من المال.

فتعجبت السيدة عائشة رضي الله عنها- كيف يصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الوصف، ثم يلين له القول بل ويعطيه مالا !

فلما كلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك قال لها: يا عائشة لم أبعث فاحشا ولا لعانا، وإنما بعثت رحمة للعالمين (أو كما قال)
هنا يظن الناس أن القصة انتهت، والحقيقة أنها بدأت
فيقول الإمام القاضي عياض-رحمه الله-، هذا الرجل اسمه عيين بن حصن، وكان من المنافقين أي (يظهر الإسلام ويبطن الكفر)
فأراد -صلى الله عليه وسلم- أن يبين حقيقته وحاله للناس بطريق الإشارة لا العبارة، ولأن للمنافقين آمينا وهو سيدنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يكتم أسماءهم وليس السيدة عائشة رضي الله عنها طبعا، فلم يصرح لها بل أشار لمن يعلم مرمى الإشارة،
ولكن أيضا لماذا يلين له الكلام، بل ويعطيه عطاءً ؟!
والجواب: لأن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يتألف قلبه لعله يعود عن نفاقه وكفره الذي يستره خلف إسلامه الكاذب، وهذا كان حاله مع جميع غير المؤمنين (ولعل الله أن يخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله لخير دليل على ذلك)

كذلك لأن رسول الله وإن كان يجوز له بيان حال بعض الناس خاصة المنافقين لأنه أخطر على المسلمين من الكافرين، إلا أنه معصوم فلا يمكن أن ينطق لسانه الشريف بغير الطيب مهما كانت حال الرجل، وكلمة بئس ونعم لا يكونان سبا أبدا بل نعت لعقيدة الرجل وحاله.

ولقد كان هذا الحديث من دلائل النبوة؛ فإن الرجل أظهر ردته بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجيئ به مرتدا بل موثقا بين يدي سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

قد يعجبك ايضا
تعليقات