القاهرية
العالم بين يديك

من يشعل النار في الدول الجوار

98

بقلم / وليد درويش

هل بدء فصل الخلافات الحدودية بين الأشقاء يطفو للسطح بقوة؟
من يقف خلف الستار ليضمر في البيت العربي النار؟
منذ سنة ١٩٧٤ ويوجد خلاف حدودي قائم بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ولفترة ٥٠ عاما تطالب المملكة بحقها في تلك المنطقة المتنازع عليها مرة بالمفاوضات وأخري عن طريق الأمم المتحدة لكن الوضع لم يحرك ساكنا بل وقامت دولة الإمارات العربية الشقيقة بالتوسع بالمنطقة إلي أن وصلت مساحتها حوالي ١٠٠٠ كيلو متر مربع وأعلنتها محمية طبيعية تخدم مشروع الإمارات السياحي وتجني من خلالها مليارات الدولارات إلي أن احتدم الخلاف وتصاعدت حدته بين رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان
الذين يتم وصفهم برجال الدولة الأقوياء لما لهم من ثقل إقليمي ودولي
ومن هنا بدأت القصة بعد أن كانوا حلفاء في العديد من المواقف كحرب اليمن ومقاطعة دولة قطر ودعم مصر وسرعان ما تحول التحالف والتعاون وتوحيد الرؤى إلي تضاد في المصالح والنفوذ للهيمنة علي المنطقة ومقدراتها مما يصب في مصلحة دول بعينها متربصة بالمنطقة وعلي إستعداد تام للاستثمار في الخلافات البينية وخاصة الحدودية منها والنفخ في النار الموجودة فعلا تحت الرماد منذ زمن
فهل تنشأ خصومة واشتباك يولد انفجار الوضع عن كابر أبيه في المنطقة أم أن الزعماء العرب لهم من الحكمة ما يكسو الخلاف تفاهم ويجنب المنطقة ويلات لحرب ضروس تأكل الأخضر واليابس من الخليج إلي المحيط ولعل موقف مصر من تلك الأحداث هو دور ترميم الخلافات والتعاون الاستراتيجي دون الدخول والانحياز والانزلاق إلي الشأن الداخلي لتلك الدول
ومن أبرز الخلافات بين المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ملف التطبيع والسودان ودعم غزة والبريكس والاستثمار والمشاريع التنموية والاستراتيجية والتقارب الإيراني الخليجي وكذلك ليبيا واليمن فالكل بات يبحث عن مصالحه المشروعة دون النظر والاعتبار لمصلحة الغير وهذا ما يمثل أخطر نقطة والمدخل الخصب لإشعال صراع المنطقة المدمر .
والحل دائما نجده في صوت الحق والعدل والتسامح ونبذ الخلافات البينية وتحويلها إلي نقطة انطلاق نحو مستقبل مشرق
تحيا مصر حرة أبية شامخة هاماتها بين الأمم.

قد يعجبك ايضا
تعليقات