القاهرية
العالم بين يديك

النية ليست ركنًا في الصيام لماذا ؟

684

فرج العادلي

لم يعتبر الإمام أبو حنيفة-رضي الله عنه- النية في الصوم ركنًا خلافا للأئمة الثلاثة؛ لأنها لم ترد في القرآن الكريم، ولكنه أوجبها بسنة النبي-صلى الله عليه وسلم-، فهو يفرق بين الفرض والواجب، وكذلك فإن صيام الفريضة لا يفتقر لنية؛ لأن الأكل والشرب وغيره يحرم على المسلم المكلف بدخول وقت الفجر؛ والحرام لا يحتاج في تركه لنية.

كذلك الوضوء
فإنه وإن لم يعتبر النية فرضا لكنه قال بوجوبها.
وقال بعض العلماء: إن كلَّ فعلٍ يفعله المكلف ويدري ما هو، يكون مصحوبا بنية قلبيه شاء الفاعل أم أبى، أما من يفعل شيئا ولا يدري ما يصنع فهو غير مكلف لخللٍ في عقله.
وهو ما يتوافق مع قول الإمام مالك رضي الله عنه بكراهة التلفظ بالنية.
وقال بعض العلماء: لم يظن علماء الحنفية أن الوضوء يحتاج إلى نية؛ لاستحضارهم عظمة الله تعالى دائما في القلوب في جميع الأعمال والأحوال، لأن النية تقطع الغفلة وأي غفلة عن الله تكون ؟!
خاصة أن الوضوء لا يعتبر مقصدا بل وسيلة، أما الصلاة فهي الدخول في حضرة الله تعالى فتحتاج لإحرام وانقطاع تام عن الدنيا، إذ يحرم فيها الكلام والأكل والشرب وغيره.. والنية محلها القلب

ونية كل مسلم المتمثلة في قوله تعالى قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، فنية الإسلام مع استحضار عظمة الله تكفي كما قال ابن عباس رضي الله عنهما

قد يعجبك ايضا
تعليقات