بقلم / مايسة إمام
ومع صباح اليوم التالي استقبل آل عسران يومهم بخمول شديد ، وألم ينهش أعينهم بضراوة ، صاحبه صوت تأوهات وأنين يعوي داخل آذانهم ، مع تقرحات عديدة افتشرت السنتهم فبدت مهترئة متدلية
لفظتهم حجراتهم والفزع يطارهم ليجد كل منهم الآخر مرآة لنفسه وصدمتهم أعينهم التي استحالت لجمار حمر تتقئ القذى ومن أعماق آذانهم تزحف حشرات سوداء صغيرة مهاجرة نحو الخارج فبدا الموقف أشبه بأحد مشاهد الرعب في الأفلام وشق الذعر قلوبهم شقا
اندفع الجيران نحو البيت حيث الضجيج ليجدوا آل عسران بهذة الحالة المزرية وتساءلوا : ألم تستشيروا طبيبا ؟
فأجاب الإخوة : استشرنا ولم يفد بشئ ، افعلوا شيئا انقذونا من هذه اللعنة انقذونا
أسرع أحد الجيران نحو شيخ المسجد يطلب مشورته فاصطحبه الشيخ للبيت ولما وقعت عيناه عليهم طأطأ رأسه آسفا وقال :
لكم تغذت هذه الأفواه من موائد الكذب والزور والتبلي
ولكم نفثت هذه الألسن سموما بين الناس فصارت كالأفعي بينهم تسري ، ولكم فتحت هذه الآذان أبوابها تستقبل حجافل البهتان المذري ، ولكم رأت تلك العيون الحق حقا وأنكرته وعاشت لراية الباطل تعلي ، لكم عربدت فيكم أهواءكم فأصاب العطن حياتكم
هتف السيد عسران غاضبا :
أيها المجنون الخرف لتقل حلا أو لتصمت ، لملم خرافاتك تلك وارحل
قال الشيخ : أنا لست بموسى وعصاي تلقف ما أفكتم ،لكني أملك نصحا يفدكم
اندفع عزيز قائلا :
بل صدق الشيخ بئس الإخوه أنتم أيها الضالون المضللون
وأنت ياأبي سامحك الله على ماتركتنا ننغمس فيه من كذب وبهتان وأكل لحوم الناس أحياء وكتمان كلمة الحق سامحك الله علي ما دفعتنا إليه الآن
أخذ السيد عسران يتمتم : ياهم العمر
توجه عزيز للشيخ قائلا :
أتوسل إليك ….انقذني مما أنا فيه فلم أعد أحتمل وإذا استمر بي الحال هكذا فسوف أنهي حياتي بيدي
رد الشيخ بهدوء : ياولدي ألم يرتو شبقك للمعصية حتي الآن؟ عشت عاصيا وتريد أن تموت كافرا ؟! أتمحو ذنبا بكبيرة ؟!
عزيز : انر بصيرتي ياشيخنا ، ساعدني أتوسل إليك ، ساعدني أن أواري عورة أوزاري وأنفض عن نفسي اتساخات سنوات عمري العجاف
قال الشيخ : النفوس الخبيثة ينبئ عنها عفنها النتن
ويبدو أن نفسك الصالحة عافت العفن ياولدي استعن بالله ثم ……
انتظرونا غدا مع الوريث الشرعي الجزء الثالث والأخير