القاهرية
العالم بين يديك

مصطفى سليمان: رحلة النجاح في عالم الذكاء الاصطناعي من البدايات المتواضعة إلى الإنجازات الكبيرة

288
م/ محمود صفوت
مصطفى سليمان، المدير التنفيذي لوحدة الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، هو الشخصية التي أعلنت الشركة عن تعيينه بوصفه مدير تنفيذي لوحدة Microsoft AI الجديدة. يعتبر سليمان رائدًا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث ساهم في تأسيس شركة DeepMind وشارك في مشاريع تقنية متقدمة مثل مشروع Inflection AI.
ولد سليمان في أغسطس 1984 في شمال لندن، ونشأ في بيئة متواضعة لأبوين مهاجرين والده سوري الجنسية ووالدته بريطانية، حيث ترسخت فيه قيم العمل الشاق والتعاطف. بالرغم من بداياته المتواضعة، فقد كان طموحًا وحصل على فرصة للدراسة في جامعة أكسفورد، حيث درس الفلسفة.
قرر سليمان ترك الجامعة ليؤسس مشروعًا خيريًا، كان يهدف إلى دعم الشباب المسلمين في المملكة المتحدة. بعد تجربته في العمل الخيري، أدرك الإمكانيات الكبيرة للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تحسين حياة الناس، مما دفعه لتأسيس شركة DeepMind في عام 2009.
جاء بعد ذلك، الاستحواذ التاريخي لشركة جوجل على DeepMind مقابل 400 مليون جنيه إسترليني في عام 2014، ولكنه لم يكن نهاية مسيرة سليمان، بل كان بمثابة بداية لفصل جديد في حياته المهنية. استمر في العمل ضمن جوجل، موجهًا جهود DeepMind نحو تطبيقات تكنولوجية تخدم البشرية في مجالات متعددة، من الرعاية الصحية إلى تحسين كفاءة استهلاك الطاقة.
بالرغم من نجاحه البارز في DeepMind وجوجل، استمر مصطفى سليمان في البحث عن آفاق جديدة لاستكشافها. في عام 2022، شارك في تأسيس شركة Inflection AI بهدف تحسين تفاعل البشر مع الحواسيب. تمتلك رؤية واضحة، حيث أطلق مشروعًا جديدًا يسمى “Pi”، يهدف إلى تطوير ذكاء اصطناعي شخصي يمكنه التواصل مع المستخدمين بطريقة تشبه التعاطف الإنساني، وقد نجح هذا المشروع في جذب اهتمام واسع، مما يؤكد على الدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه الذكاء الاصطناعي في تحسين العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا.
تمتلك خلفية سليمان في الفلسفة منظورًا فريدًا على التكنولوجيا، مما ساعده في رسم مسار لتطبيقات الذكاء الاصطناعي بطريقة أخلاقية ومسؤولة. رغم عدم وجود خلفية تقنية عميقة، نجح سليمان في تحقيق نجاح كبير في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يثبت أن النجاح في هذا المجال يمكن أن يأتي من خلال مسارات متنوعة وليس فقط عبر التعليم التقليدي في مجالات العلوم والتكنولوجيا.
قد يعجبك ايضا
تعليقات