بقلم / انتصار عمار
يا حاملاً فستانيَّ الأبيض،تمهل علي ،ولا تعجل ،فقلبي معلق بين جدران الهوى الذي خطه القدر
ولا ترفع عن وجهيَّ الطرحة ،فترى مدن الهوى التي جُوبناها سويا ،وترى في عيني حقائب الهوى المسافرة عبر الزمن ،فرغما عني مازلت أتنفسه ،لازلت أشتاق إلى سير درب الهوى معه
دعني أخبرك أن القلب لم يعد مكانه ،ولم أعد زهر البنفسج اللامع المضيء،فلا يُنشر شذى عطري إلا في محيط بستاني ،ولا أنمو إلا بين يديّ ساقيَّ
يا ساعيَ البريد ،بريد الهوى ،أخبر من أحببت أني أموت آلاف المرات في بعده ،وأن القلب ارتدى الرداء الأسود حزناً على جُرحه
يا غائباً،غابت روحه معه ،تاركاً خلف هجره أدمعَ قلب بها أكتوي
يا قدراً كان لي ،ثم فارقني ،والله أهواك حد الموت ،وليتك أمتني ،أصبت القلب وجرحته وتركته،وجرحه ينزف
وأضحت الليالي تئن ألما ،والقمر في كف السماء يَبيت كل ليلة يروي قصة هوانا ،ولم تمل السماء حديث القمر ،بل كانت تستمع وتنصت بشوق وشغف كأنها تسمع قصتنا لأول مرة
يا غازلاً بيت القصيد ،وناسجاً منه ثوب الهوى ،أليس لي عبر أبيات قصيدك موطناً؟
ألم يطرق باب قلبك القمر ؟
ألم تسألك عن أخباريَ الشمسُ ؟
ألم تأتيك النجوم حاملة بريد هواي ،لتقرأ رسائلي اليومية إليك ؟
أكتبها لك كل يوم وليلة بيني وبين نفسي،وتقرؤها كل صباح شمسي ،وتبيت كل ليل في بريد قمري
تلك الرسائل تُسطرها نغمات قلبي ،وأحرف قصائدي ،لم هدمت معبد هواي ؟ لم حطمت إله الهوى ؟
أكذوبة أنت ،لكني صدقت أحداثها ،وعشت تفاصيلها ،وحييت تسلسلها ،وعشقتها سرابا
تُرى أحماميَّ الزاجل كان كاذباً حين كان يأتيني مع بزوغ فجر كل يوم ،لتوقظني رسائله ؟
كل حمام مراسلاتي هجر أبراجه ،فما عاد برج وما ظلت حية حمامات
يا غائباً بالهجر ،سامحك الله في جُرح حاولت تضميده فما استطعت ،ليتني ما قابلتك بطريق ،ولا منك اقتربت ،ولا عشقتك وهويت
ستظل كل كلماتي تذرف أدمعاً تُبكي حبر قلمي ،وتُقّطع وتر قلبي ،ذلك اللحن الذي كانت تعزفه أوتار قلبي ما عاد ،قُطعت نوتته الموسيقية،وما عادت الأنفاس تتمايل على لحن مفقود
قدر حبي لك قدر ألمي ،ورُغم أني لازلت أحيا عذاب هواك ،إلا أنني كفرت بترانيم هواك ،وخلعت عني عباءتك ،تلك الأكذوبة التي نسجت خيوطها حول قلبي