القاهرية
العالم بين يديك

يوم الأم في فلسطين يوم صمود لا احتفالات 

413

 

سالي جابر 

الأم هي كل شيء في هذه الحياة؛ هي التعزية في الحزن، والرجاء في اليأس، والقوة في الضعف.

“جبران خليل جبران”

هي نغمة جميلة تتكون من حرفين( أم) جعل الله جنة تحت قدميها، وجعل دعواها حق، وخلق من رحمها كل الحب، حتى وهي حزينة باكية تلطف نيران قلبك الخائف؛ إنها الأم !

لكن الأمهات في غزة يعيشون في هذا اليوم معاناة الأم التي فقدت ولدها في القصف، أو الأخرى التي تفكر في مكان لإيواء أطفالها، أو من تحمل شهيدها مكفنًا بين يديها، هذا هو حال الأمهات في فلسطين، يفكرن بِمَ يسدون جوع أطفالهن الصغار، وماذا يأكلون على مائدة الإفطار عند مدفع الأذان .

لا يفرحن كما الأمهات الأخريات من هدايا بسيطة لأطفالهن بل التفكير الذي يفتك برؤسهن هو سيد الموقف، والقلق حاكمه، هناك امرأة باكية تحلم بوردة من يد طفلها الشهيد، بل تحلم بعودته وحضن منه، وهناك أخرى تحلم بمكان مريح للنوم تضم به أطفالها، تحكي لهم قصصًا وتذوب معهم ضحكًا ولعبًا .

الأمهات في فلسطين أتى لهن يوم الأم بحسرة الخائف، وقلق المضطر، الأم في غزة تمتزج فرحتها في هذا اليوم بالألم.

منذ بداية الحرب على غزة توفيت الآلاف من الأمهات خلفهن أطفال يبكون حبًا وخوفًا وألمًا، ومن حالفها الحظ وبقيت على قيد الحياة عاشت بلا مأوى، ولا طعام، ولا طعم للحياة دون سعادة أطفالها.

والحوامل هناك يعانين سوء التغذية مما يؤثر على صحتها وصحة جنينها.

الأم صانعة الرجال، وفي غزة حين القصف والتهديد نرى رجال الكرامة، رجال أبية، أطفال لا يعيشون الطفولة كما يعيشها أبناؤنا بل يحلمون برؤية الأقصى محررًا، وإذا سألت أحدهم عن أحلامه، إما يحلم بعودة شهيد من أسرته، أو كِسرة خبز ساخنة لا يحملها من الأرض ليضعها في فاهه.

وإن سألت أم اليوم عن حلمها ستقول أحمل طفلي الراحل بين يدي وأقبله، أو الطعام والمأوى لأطفالي.

عظيمة تلك الأم التي تختلط فرحتها بدموع الفقد، بأي حالٍ يعود عليها ذاك اليوم بوردة وهدية أم جرح جديد، بخوفٍ وفقرٍ، أم بحضن طفل شهيد !

قد يعجبك ايضا
تعليقات