بقلم/ د.نادرة سمير قرني
ثمانية أيام كاملة من الشهر الكريم مرت وأطفال فلسطين وكبار السن والفتيات والنساء يقتلون يومياً إما برصاص العدو الغاشم وإما جوعاً، بل والأدهى موتهم خيانة إثر انتظارهم المساعدات التي تصلهم وهم صائمون، لقد تجرد العدو الغاشم من كل معاني الإنسانية والرحمة ويبدو أنه عقد النية على اصطياد الشعب الفلسطيني دون رحمة في أي مكان تجمع إن كان حتى وهم جوعى ينتظرون الطعام، وهذا ما تابعه العالم أجمع ورأه أيضاً على شاشات التلفاز ، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار ليل يوم الخميس الماضي على حشد من الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون وصول مساعدات إنسانية، مما أسفر عن مقتله21 شخص وإصابة 150 شخص على الأقل.
هذا وقد أوضحت وزارة الصحة في بيان لها: إنه “تم استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لتجمّع للمواطنين الذين ينتظرون المساعدات الإنسانية لسدّ رمقهم عند دوار الكويت بغزة”، وأضافت أن “ما حدث عند دوار الكويت يشير الى نوايا مبيّتة لدى الاحتلال لارتكاب مجزرة جديدة مروعة”.، هذا وقد حذرت الأمم المتحدة من أن 2.2 مليون شخص مهدّدون بالمجاعة في قطاع غزة.
هذا وقد كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في تقرير جديد لها، أن حوالي 17 ألف طفل في غزة يتامى، ونوهت الأونروا إلى 4 نقاط رئيسية في تقريرها الجديد إلى أن: حوالي 17 ألف طفل في غزة باتوا يتامى.، هذا بالإضافة إلى معانة طفل واحد من كل 6 أطفال تحت سن السنتين من سوء التغذية الحادة في الشمال، وأن الأطفال يموتون ببطء تحت أنظار العالم، كما أوضحت أن بعض الأطفال يموتون بسبب القنابل، والمزيد منهم يموتون الآن بسبب عواقب الحصار.
إن العدد الذي أعلنت عنه الأونروا إنما يدل على كارثة إنسانية بكل المقاييس ولابد وحتماً من معاقبة إسرائيل عما ارتكبته في حق هؤلاء الأطفال الذين يعيشون الآن يتامى خاصة وأن عدد الأطفال كبير جداً، لقد خطط العدو تخطيطاً صائباُ للتخلص من الشعب الفلسطينى وبنى خطته على عدة ركائز تكتيكية ألا وهي: قتل الأطفال بوحشية والتخلص من الأجيال القادمة حتى لا تشب وتقف مطالبة العدو بحقها في كل شبر من أراضيهم، والركيزة الثانية قتل النساء حتى لا تنجبن المزيد من الأطفال وبالتالي القضاء على النسل بكل سهولة، والغريب في الأمر أن العالم مازال يقف متفرجاً في هذه الأيام المباركة على ما يحدث؛ والسؤال الذي يتبادر إلى ذهني : إلى متى ستقف دول العالم العربي خاصة وغيرها في موقف المُشاهد السلبي لانتهاكات العدو ضط الشعب الفلسطيني؟ هل ضمير العالم راضِ عن نفسه ومقتنع أنه بما يقدمه من مساعدات أنه أدى دوره المنوط به؟؟؟ إلى متى ستظل المنظمات الدولية صامتة سلبية عديمة القيمة مستلسمة لما يحدث أم أنها راضية عما يحدث ضد الشعب الفلسطيني، وإذا لم تكن راضية فماذا فعلت كي تظل قائمة كمنظمة دولية!!!!!!!!!!!