القاهرية
العالم بين يديك

شهر رمضان من مواسم الخيرات

731

بقلم/حسن محمود الشريف

إن فريضة الصيام من أعظم العبادات ورحم الله شوقي ابراهيم حين قال :
( الصوم حرمان مشروع وتأديب بالجوع، وخشوع لله وخضوع، لكل فريضة حكمة ،وفرض الصوم ظاهره العذاب وباطنه الرحمة ،يستثير الشفقة ، ويحض على الصدقة، يكسر الكِبْر ، ويعلم الصبر، حتى إذا جاع من ألف الشبع ،وحرم المُترَف أسباب المتع، عرف الحرمان كيف يقع ، وألم الجوع إذا لذع )
وإن الله قد امتن على عباده بمواسم الخيرات ، لان فيها تضاعف الحسنات ،وتُمحَى السيئات، وتُرفع الدرجات، و تتوجه فيها نفوس المؤمنين إلى مولاها، فقد أفلح من زكاها، وقد خاب من دسَّاها، وإنما خلق الله الخلق لعبادته فقال عز من قائل : ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾ ومن أعظم العبادات الصيام الذي فرضه الله على العباد فقال: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾
وقد ورد ذكر شهر رمضان المبارك في الآيات القرآنيّة، والأحاديث النبويّة الشريفة، حيث يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة:185
ولشهر رمضان المبارك فضل كبير نذكر منه:
– تُصفّد فيه مردة الشياطين بالأغلال، ولا تُطلق إلا بنهاية الشهر.
– تُغلق فيه أبواب جهنّم جميعها، وتُفتح فيه أبواب الجنّة جميعها.
– يوجد باب من أبواب الجنّة يُسمى باب الريّان، والذي خصّصه الله سبحانه وتعالى للصائمين في هذا الشهر ليدخلوا منه.
– توجد فيه ليلة خير من ألف شهر، وهي ليلة القدر، التي نزل فيها القرآن الكريم لأوّل مرةٍ على رسول الله عليه الصلاة والسلام عندما كان منعزلاً في غار حراء.
– يضاعف الله فيه الأجر والثواب والحسنات، وكل حسنة بعشرة أضعاف، والله يُضاعف لمن يشاء.
– أجر قراءة القرآن الكريم فيه مُضاعف، كل حرف في القرآن بعشر حسنات.
– أوله رحمة، وأوسطه مغفرة من الله، وآخره عتقٌ من النار.
– يغفر الله سبحانه وتعالى في كل ليلةٍ من لياليه لسبعين ألفاً من عباده، فلا يدخلون النّار أبداً.
– تكثر فيه التوبة وصلة الأرحام وإطعام الطعام، وتشيع فيه أجواء المودة والرحمة بين العباد، ويشعر فيه الصائمون بشعور الفقراء والمساكين، فتكثر فيه الصدقات.
– يكثر فيه القيام بالعبادات، وخصوصاً الصلاة، وأهمها صلاة القيام التي تُقام بعد صلاة العشاء، وتُسمى بصلاة التراويح.
– يستجيب الله فيه الدعوات، ويقبل العبادات.
– تتطهر فيه النفوس، وتسمو على الشهوات، وتسكن فيه الجوارح وتهدأ، وتنمو فيه الروح الإيمانيّة.
يتعلّم فيه الصائمون الصبر وقدرة التحمّل. إنه من أعظم الشهور
وهو كما قال ربى : ” أيام معدودات ” لا تكاد تدخل في أوله إلا وتبصر بأنك في آخره فانهض وشَمِّر فإن سلعة الله غالية الثمن ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة، نسأل الله أن يرزقنا الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

قد يعجبك ايضا
تعليقات