ياسمين إبراهيم
لم يكن “إيهاب”، طالب الصف الأول الثانوي، يحمل هماً في حياته، سوى أن يتفوق في دراسته، ليحقق حلمه، في دخول كلية مرموقة، يتمكن عبرها من تحقيق أحلامه وطموحاته، ويبث الفرحة في قلب والده ووالدته.
لكن هذه الأحلام تلاشت فجأة، وسط صدمة وحزن لا يوصف، عندما عثر الأهالي على جثته المشطورة، ملقاة بجانب أحد المصارف المائية.
الطالب صاحب الـ16 عاماً، الذي تميز بين أقرانه وأهالي قرية الستاموني، في الدقهلية، بدماثة الخلق، والأدب الجم، والتدين، بجانب تفوقه الدراسي، وقع ضحية لأحد شياطين الأنس، أعمى الطمع عينيه، وقرر إنهاء حياته بطريقة بشعة، وللمفارقة ذلك الشيطان هو معلمه في مادة الفيزياء.
القصة بدأت بتأخر “إيهاب” عن موعد عودته من أحد دروسه، ولأن والدته تعلم بأنه صائم، اتصلت به مع انطلاق أذان المغرب، ليأتي ويتناول إفطاره، رد عليها وطمئنها بأنه في طريقه للمنزل ولن يتأخر، لكنه رغم ذلك لم يعد.
اتصلت الأم به عدة مرات تالية لكن دون رد، وبعدها أغلق الهاتف، والطالب لم يعد، تسلل القلق إلى قلوب أفراد الأسرة وبدأت رحلة البحث عن “إيهاب”، لكنه لم يظهر أبداً.
قلق الأسرة وخوفهم على مصير الشاب، تضاعف مئات المرات، حينما اتصلوا على هاتفه مرة أخرى بعد فترة ورد عليهم شخص غريب، وأخبرهم أن “إيهاب” معه، ويريد فدية مالية 100 ألف جنيه ليطلق سراحه، حينها تأكدوا من أن الشاب أصابه مكروه.
الصدمة التي مزقت قلوب الأسرة وأهالي القرية، كانت حينما عثر مزارع على جوال بلاستيكي، به النصف السفلي من جثة الشاب، ليصبح الكابوس حقيقة، ويوقنوا أن الشاب قتل بطريقة بشعة.
الأهالي أبلغوا الأمن بالواقعة، وبدأت تحقيقات موسعة لتحديد هوية القاتل، وبعد فحص مكان تلقي “إيهاب” الدروس، توصل رجال الشرطة لهوية وملابسات الجريمة، وكشفوا سر القاتل؛ وتبين أنه مدرس فيزياء شاب يدعى “محمد”، وعمره 26 عاماً.
رجال الأمن ألقوا القبض على المتهم، وبمواجهته اعترف أنه كان محاصراً بالديون، ويمر بضائقة مالية شديدة، ما دفعه للتفكير في خطف الشاب وقتله، ثم طلب فدية مالية من أسرته، لعلمه بأن والده ميسور الحال.
وبالفعل نفذ الجريمة، ومزق جثة الشاب لثلاثة أجزاء، النصف السفلي والرأس والجذع، وألقاهم في أماكن مختلفة ليبعد شبهة الجريمة عنه، وبدأ في مساومة أسرة الضحية من هاتفه، لكن مع انتشار رجال الأمن تراجع عن استكمال الجزء الأخير من جريمته.
بدورها حققت النيابة العامة مع المتهم، وأقر أمامها بتفاصيل الجريمة، لتقرر بعدها حبسه على ذمة التحقيقات.
وقالت النيابة العامة في بيان، إنها أجرت تحقيقات في القضية رقم 1041 لسنة 2024 جنح الستاموني، وتلقت إخطارًا من مركز شرطة الستاموني بالعثور على نصف سفلي لجسم آدمي غير معلوم.
تم نقله بمعرفة الأهالي إلى مستشفى بلقاس العام؛ فانتقلت النيابة لمعاينة مسرح الواقعة والذي تبين أنه أرض زراعية مغمورة بالمياه وقامت بمناظرة النصف السفلي للجثمان.
استمعت النيابة العامة إلى أقوال والد المجني عليه والذي قرر بأن الجثمان لنجله، وأضاف بأن نجله كان قد توجه لتلقي درس في مادة علمية وبالاتصال على هاتفه المحمول أكثر من مرة لم يتجاوب، وفي المرة الأخيرة جاوبه مجهول وأخبره بقيامه بخطف نجله وطلب مبلغ فدية مائة ألف جنيه.
توصلت التحريات الي مرتكب الواقعة والذي تبين أنه المدرس الخاص بالمجني عليه وتم ضبطه وعرضه على النيابة العامة وباستجوابه أقر تفصيلًا بارتكاب الواقعة بغيه طلب فدية من أهلية الطفل لمروره بضائقه ماليه.