القاهرية
العالم بين يديك

التعليم وأمية الفكر

151

بقلم / وليد درويش

تعيش الأمة المصرية أحلك فترات في منظومة التعليم بإقتدار فالتعليم هو بمثابة الوقود للتقدم إن أردنا السير قدما نحو رحاب المستقبل المنشود ويرجع تدني المنظومة التعليمية التربوية إلي عدد من الأسباب منها علي سبيل المثال
_ البنية التحتية التعليمية غير كافية
_ الكادر التعليمي وما يعانيه من تأخر معرفي لأساليب تعليمية حديثة ومردود إقتصادي ( دخل شهري يكفيه)
_ مناهج فضفاضة وغير واقعية للسن والإدراك المعرفي للطالب
_كارثة الدروس الخصوصية والمستفيد الأوحد هو المدرس والسنتر ( مكان الدروس الخصوصية) والمكتبات والمطابع ودور النشر أما عن الطالب فيتلقي الدروس فلا مجال للفهم هناك بفعل الكثافة بل هي مجرد آلة تلقين وحفظ فقط فالمناهج فضفاضة وغير مناسبة لكثير من المراحل وبشكل آخر فالمدرسة لديها طريقة للشرح والتعليم تختلف كليا وجزئيا عن طريقة الشرح في الدروس الخصوصية فيسقط الطالب بين الفجوة التعليمية تلك في الأداء والمستوي
أما عن أولياء الأمور فحدث ولا حرج ولي الأمر مطالب بدفع مصروفات المدرسة والزي الدراسي والتابلت إن وجد وإنتقال من وإلي كما هو مطالب أيضا بدفع ثمن الدروس الخصوصية وثمن الكتب الخاصة والإنتقالات من وإلي فيبيع كل ما هو غالي وثمين من أجل شئ واحد هو تعليم أولاده بطريقة سليمة تضمن لهم مستقبل مشرق لكن يصتدم بأرض الواقع أن لا مكان لهم في سوق العمل لأنهم غير مؤهلين ف بالله عليكم أي تعليم هذا الذي تتحدثون عنه فمصر في جودة التعليم قبل الجامعي والجامعي ليست من العشر الكبار مثلا إنما في ذيل القائمة فهذا عبث وتدليس وفساد منظومة من أهم منظومات الحياة وإن لم تكن أخطرها
من المستفيد من مليارات تنفق سدى؟
هل اصبحنا في عالم يتاجر بمستقبله لرفاهية رواد الدروس الخصوصية
هل أصبحت وزارة التربية والتعليم وزارة تسيير أعمال؟
نتكلم عن التعليم المجاني فأين هو؟
ما هو المنتج النهائي لمنظومة التعليم في مصر؟
إن تخبط الرؤى والخطط وغياب الوعي والفساد لا ينتج عنه إلا أجيال للمستقبل لا تلبي احتياجات الدولة لتنفيذ نهضة شاملة للتقدم والرقي والازدهار.

إلي متي سيظل هذا العبث قائم ؟
إلي متي سيظل الوضع التعليمي قاتم؟
إلي متي سيظل ولي الأمر للطالب من جشع الدروس الخصوصية هائم؟
أين غابت الرؤيا والتخطيط الاستراتيجي للمنظومة ؟
متي تجود مصر بألف من نجيب محفوظ والعقاد وزويل ويعقوب ومشرفه ومصطفي محمود وغيرهم ممن أنجبت مصر من قامات وهامات في زمن تعليم وتعلم بجد ولى وفات . متي يصبح الحلم حقيقه فنحن قادرون نعم قادرون لكن تنقصنا فقط الإرادة ومجابهة الفساد
تحيا مصر حرة أبية شامخة هاماتها بين الأمم

قد يعجبك ايضا
تعليقات