شعر/دنياس عليلة من قربة نابل
متابعة عبدالله القطاري من تونس
قوارب من ورق
تبتلع البحر
بكاء النوارس
يسرج الأمواج للرحيل
غيم زاهد يزف عويلها للسماء
صخرة قاتمة
تشهد مراسيم تشييع جثثها
فتقرأ الفاتحة …
لم يبق إلا القاع يعج بالغرقى
يمنحهم فرصة ثانية
للهروب من الحياة …!
أرواح تشكلت من طين وخشب
شوهدت خارج السرب
تنفض التراب عن هويتها
تسحب ظلالها
من أسوار المنافي البعيدة
و تسير صوب سدرة المنتهى
لتقيم طقوس الحرية
عن كثب من عين الله…
تنهد مسرور يفرغ أفواهها
من دريهمات صدئة مثقوبة…!
ورود سوداء
تمشي بهدوء على جفون الماء
كي لا تضيق بخطواتها خارطة الربيع
تتحصن بالنور
كي لا يدوسها
بياضُ الملائكة …!
ريح جامحة تنتف أوراق شجرة قزمية
تلقي بظلالها على بيوت كلاب مسعورة.
إمرأة تحمل بعينيها نبوة الفصول
تراقب إتجاه الريح في مواسم الحصاد
تنام على راحتيها السنابل المثقلة
بلهاث الفلاحين
تحرر الحقول من أناشيد الرحيل
تشير لها
باتباع خطى الأنبياء إلى الأبدية…
زنزانة قدت من ألسن مقطوعة
تهدمها أصنام ناطقة غير مرئية
منحدرة من الآلهة الرومانية
” ليبرتاس “…
فرح سري في الأفق
يد أبدية
تبعث بنورها المقدس
لمواكب البؤساء
العابرين خلف آلام الليل
إلى الصباحات المفقودة منذ أمد بعيد
تهيء لهم الغيم الملبد بالعدل
ركحا
لمراقصة الشروق…
الكون يشهد ولادة قيصرية للشمس
بعد تسعة دهور من الإنتظار
أكواخ منسية مقطوعة الظل
معلقة بين نداء الله و أصداء الوطن
تقطف أول شعاع من الأفق ..