القاهرية
العالم بين يديك

مصر بين المطرقة الاقتصادية وسندان القضية الفلسطينية

150

بقلم / وليد درويش

تعيش المنطقة العربية حاليا أصعب الفترات وأدقها لما تحويه من أحداث متسارعة وغير اعتيادية اقتصاديا وسياسيا وذلك لعدة حروب بالعالم و بالمنطقة العربية أخطرها حرب غزة التي أثرت بشكل واضح وكبير علي مصر أكبر دول الجوار والمنطقة ولأجل القضية الفلسطينية خاضت مصر العديد من الحروب مع الكيان المحتل منذ عام ٤٨ إلي أكتوبر ٧٣ وانتهاء تلك الحروب بمعاهدة سلام برعاية الولايات المتحدة الأمريكية ( كامب ديفيد) وتمكنت مصر من استرداد كامل الأرض بعودة طابا بعد معركة شرسة من التحكيم الدولي .
وظلت مصر منذ ذلك التاريخ أكبر داعم للسلطة الفلسطينية وتلاحقت الأحداث وتمخض من النسيج الفلسطيني بعض الحركات مثل فتح وحماس والقسام وغيرها إلي أن استحوذت حماس على نصيب الأسد من الظهير الشعبي وبدأت قيادات حركة حماس بعمل تحالفات مع بعض الدول والحركات وذلك لتدعيم تواجدها وتثبيت وضعها داخليا بما يخدم مصالح تلك الدول والحركات ومصالح قيادة حركة حماس الشخصية من المعونات وتجارة السلاح والسلع وذلك ببعض التدابير كحفر الأنفاق والتهريب البحري والحدودي بما يضر بمصالح دول الجوار ذات السيادة ومنها مصر
إلي أن جاءت فترة عصيبة بالأمة المصرية بعد ثورة شعبية كبيرة علي نظام الحكم وتمخضت عنها ضعف أمني علي الحدود ومنها حدود مصر وغزة واستغلتها حماس أسوأ استغلال وقامت بالعديد من عمليات التهريب للمواد البترولية والسلع والأفراد التكفيريين والسلاح إلي سيناء إلي أن تعافت مصر وطهرت سيناء الحبيبة من التكفيريين وكذلك الأنفاق وأعلنت مصر حركة حماس كمنظمة إرهابية
وتوالت الأحداث إلي قامت حركة حماس بعمل هجوم السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ كعملية نوعية غير مدروسة التبعات وأستغلتها دولة الكيان المحتل لإحياء حلم الحكومة المتشددة لتصفية ما تبقي من القضية الفلسطينية وحق اللاجئين الفلسطينيين وقيام دولة فلسطينية علي حدود ٦٧ كما تنادي مصر في جميع المحافل الدولية .
وتعاملت الآلة العسكرية للكيان المحتل أسوء تعامل فلك أن تتخيل حجم الخسائر في الجانب الفلسطيني يقدر ١٠٠ ألف شخص مابين قتيل وجريح أغلبهم نساء وأطفال بخلاف تدمير كامل للبنية التحتية وقطع الموارد وعمل حصار ومن قسوة القصف تم النزوح إلي مدينة رفح وباتت المدينة الصغيرة  مكتظة بنحو ١.٤ مليون نسمة وتسعى دولة الإحتلال إلي تهجيرهم إلي سيناء مما أدى إلي وقوف مصر بشكل صارم ومعلن بأنه عمل عدائي غير مقبول وغير قابل للتفاوض
ومن هنا بدأت تظهر في الأفق الأزرع الخفية الدولية للمؤسسات والدول لعمل حصار إقتصادي وإفتعال الأزمات بشكل صارخ وذلك لعمل ثلاث أهداف
_قبول التهجير بشكل معلن وتعويض مصر إقتصاديا
_جر الجيش المصري لحروب لإستنزاف قدراته
_تحرك الجبهة الداخلية وحدوث إنفلات أمني مما يعيق تنمية سيناء وإحياء حلم الكيان

ويعود تفاقم الوضع ذلك إلي العديد من الأسباب الداخلية والخارجية
اولا الخارجية
_ عدم قدرة الولايات المتحدة الأمريكية بالسيطرة علي حكومة الكيان المتطرفة
_ دعم الحكومات الغربية للكيان لانه بمثابة موضع قدم في منطقة تعج بمصادر الطاقة والثروات
_ مباركة اللوبي اليهودي الإقتصادي أحد أهم الفاعلين في الولايات المتحدة الأمريكية لدولة عبرية من النيل إلي الفرات
_ سلبية الموقف العربي والاكتفاء بنشجب وندين وتحميل مصر مسؤلية القضية شبه منفردة
أما عن الأسباب الداخلية لتداعي الأزمة فمنها علي سبيل المثال لا الحصر
_ إخفاقات الحكومة لمجابهة السوء السوداء وعمل التدابير
_ أداء غير مقنع من بعض الوزارات كالتموين والحكم المحلي والإستثمار والداخلية
_ جشع وسطوة كبار التجار وإحتكار بعض السلع الممنهج
_ الإعلام بكل وسائله عليه مسؤلية توعية ونقل وإرشاد المواطنين برؤية الدولة والقوانين المنظمة وإستشعار الأزمات ونقلها للمسؤولين .

بالرجوع إلي حرب غزة تشير الأخبار إلي قيام الكيان المحتل بتسليح أفراد المستوطنات بأسلحة خفيفة والتدريب عليها
وتتحدث بعض وسائل الإعلام العبرية هآرتس عن إعلان موعد اقتحام رفح في ١٠ مارس المقبل وذلك في خطة معلنة والتعويل علي عدم السماح للفلسطينيين بالصلاة بالمسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك وبذلك ستكون هناك إنتفاضة دموية غير مسبوقة وإقتتال عقائدي سيحرق الأخضر واليابس وذلك لوجود أسلحة بين ايادي المستوطنين بكثافة .
الوضع جد خطير علي الأمة العربية والإسلامية والمصرية
فالقضية الفلسطينية هي أم القضايا وهى الأرض الوحيدة المحتلة وهي أطول فترة إحتلال بالوقت المعاصر
مما تضع مصر بين المطرقة الاقتصادية وسندان القضية الفلسطينية .
تحيا مصر حرة أبية شامخة بين الأمم.

قد يعجبك ايضا
تعليقات