القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الاكتئاب الشتوي: مشكلة صحية عقلية خطيرة

146

د. إيمان بشير ابوكبدة 

غالبا ما يتم التقليل من قيمته ويتم الخلط بينه وبين الكسل والحزن والتشاؤم، فالاكتئاب هو مشكلة خطيرة تتعلق بالصحة العقلية، مما يسبب تغييرات عميقة في الطريقة التي يرى بها المرء ويفسر الواقع، مما يؤدي عموما إلى معاناة يصعب على الآخرين فهمها.

يتكون الاكتئاب الموسمي من اضطراب سلوكي يرتبط بشكل رئيسي بتغير الفصول، وعادة ما يتفاقم في الخريف والشتاء (الأيام الباردة والممطرة)، وهي أوقات تتميز بقلة الطاقة، وقلة الرغبة في مغادرة المنزل، أو العمل، أو التفاعل، من بين أمور أخرى. يعد الاكتئاب الموسمي أكثر شيوعا في الأوقات التي يقل فيها ضوء الشمس، لكن التغيرات السلوكية المرتبطة بالفصول تحدث أيضا في أوقات أخرى من العام، خاصة في فصل الربيع، وتتداخل بشكل كبير مع نوعية حياة الشخص ومن حوله، وهو يكاد يكون معطلا، والعلاج المبكر هو أفضل وسيلة لمكافحة آثاره الضارة.

على الرغم من أن الأمر قد يبدو سخيفا، إلا أن الحقيقة هي أن الفصول تكون مؤشرا مهما لصحتنا العقلية، وفي المناطق الواقعة إلى الشمال، حيث تكون الأيام أكثر قتامة، يزداد احتمال الإصابة بهذا المرض. كشفت العديد من الدراسات أن النساء لديهن معدل أعلى من الاكتئاب الموسمي مقارنة بالرجال، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز. ومع ذلك، فإن الرجال ليسوا محصنين. الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الاكتئاب هم أيضا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب الموسمي.

عوامل الخطر التي يجب أن نكون على دراية بها

هناك عدة حالات تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب الموسمي، بما في ذلك العيش بعيدا عن خط الاستواء، في مناطق أقل تعرضا للشمس، أو الإصابة بنقص فيتامين د، الذي يتم إنتاجه بفضل أشعة الشمس. هناك عامل آخر يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية وهو حقيقة أن هناك فئة سكانية معرضة للخطر بشكل خاص، لا سيما مع وجود تاريخ من الاكتئاب في الأسرة، ولهذا السبب تعتبر رعاية الطرف الثالث ضرورية. تؤكد التجربة أنه في أغلب الأحيان ليس الشخص هو الذي يلاحظ التغيرات في السلوك، بل الأشخاص الأقرب إليه.

هناك العديد من الاستراتيجيات للتغلب على مشاعر الاكتئاب المرتبطة بتغير الفصول، وإذا كان هناك بالفعل تاريخ من الاكتئاب في الأسرة، ومنع التغيرات السلوكية من التطور:

– الخروج من المنزل والذهاب في نزهة على الأقدام والتنزه في الهواء الطلق.

– فتح الستائر والنوافذ للسماح بدخول أكبر قدر ممكن من الضوء الطبيعي 

– الاستيقاظ مبكرا، حتى تتمكن من الاستمتاع بالضوء الطبيعي لفترة أطول.

– في العمل، إن أمكن، اجلس بجانب النوافذ.

– اتباع نظام غذائي دقيق، وتجنب الحلويات والكربوهيدرات.

– ممارسة التمارين الرياضية عدة مرات في الأسبوع، وخاصة في الهواء الطلق (كلما أمكن ذلك) لتقليل القلق.

– حاول أن تكون مع الأصدقاء والعائلة، وأن تتمتع بحياة اجتماعية نشطة.

من الضروري الاستفادة القصوى من أشعة الشمس في أيام الشتاء للحصول على فوائدها، وحتى في حالة وجود البرد والمطر، من المهم مواجهة الرغبة في العزلة عن طريق الخروج والتواصل مع الأقرب إليك.

قد يعجبك ايضا
تعليقات