متابعة عبدالله القطاري من تونس
في محاولة لمجاراة قصيدة الشّاعر الكبير ابو فراس الحمْداني
( أراك عَصيَّ الدَّمع شيمَتُك الصَّبرُ
أمّا للهوى نهْيٌ عليك و لا أمرُ )
و مالي أراى الأحلام تدنو لوهلة
و تنأى إذا ما ساور الشك و الغدرُ
أبِيتُ و قلبي يَشتكي مَن هواكُمُو
و شيء بصدري صداه الوجدُ و المرُّ
و نِمْتِ بملء الجفن بالُكِ هانئُ
و قضّيت ليْلِي مؤنسي الحرفُ و الحِبرُ
و أسلمتُ أمري للهوى بين أضلُعي
و أسلمتِ عينا للكرى نومها يسْرُ
و عاقرتُ كأسي أرشُفُ الصبر مُكرَهًا
فيأسَى لِحالي في مُناجاتيَ البَدرُ
فيا مَن بَنَى قصرا بعقلي و خافِقي
و لا راق لي برٌّو لا ضمَّني قصرُ
و قد صار حُلمي في الحياة لقاؤها
فما قرَّب الدَّهر و لا سرَّني القَدْرُ
و قد صرتُ كالمسجون مِن غَير تهمة
و لا طالني حكم و لا أُطلِق الحرُّ
أما ترحمين الصبَّ والشيبُ داهم
رَحَى الدَّهر يَفنَى في مجاراتها العُمرُ
فما أظمَأ الريان مِن دون خِلِّه
وما أخصب البَيداءَ لو زارها القَطرُ
الشاعر التونسي
الحبيب المبروك الزيطاري
