د. إيمان بشير ابوكبدة
خلال فترة الحمل، يعتمد نمو الجنين على ما يتم تلقيه من الأم. تعبر العناصر الغذائية والأكسجين من مجرى الدم غشاءً رقيقا في المشيمة، وتنقلها إلى الحبل السري مباشرة إلى الجنين.
وتحدث هذه العملية نفسها مع بعض الأدوية. ومع ذلك، يكون بعضها ضارا ويؤثر سلبا على الحمل ونمو الطفل.
تظهر الأبحاث أن أكثر من 50% منهن يستخدمن الأدوية في مرحلة ما أثناء الحمل.
يعد عمر الجنين نقطة مهمة يجب مراعاتها لأنه يمكن تحديد تأثير الدواء:
أول 20 يوما بعد الإخصاب
خلال هذه الفترة، قد لا يكون هناك أي تأثير للدواء على الجنين، أو على العكس من ذلك، قد يكون كافيا للتسبب في الإجهاض. وفي هذه المرحلة، نادرا ما يسبب تشوهات في التطور الجنيني.
من اليوم 20 إلى اليوم 56
خلال هذه الفترة، والتي تسمى تكوين الأعضاء، تتشكل أعضاء الجنين وأجهزته. لذلك، في هذه المرحلة تكون هناك فرصة أكبر لحدوث حالات شاذة بسبب تأثير الأدوية، والتي يمكن أن تؤدي إلى تشوه، أو حتى الإجهاض التلقائي. علاوة على ذلك، فإنها يمكن أن تسبب فشلًا في التمثيل الغذائي لن يظهر إلا في المستقبل.
الشهر الثاني والثالث
نادرا ما تسبب الأدوية تشوهات خلال هذه الفترة، إلا أنها لا تزال تؤثر على نمو الجنين وتطور الأعضاء.
بالإضافة إلى العوامل التي سبق ذكرها، في سياق وصول الأدوية إلى الجنين مباشرة، هناك طرق أخرى يمكن أن تكون ضارة بها أيضًا. هناك احتمال أن تؤثر المكونات النشطة على المشيمة، مما يقلل من قدرتها على نقل العناصر الغذائية اللازمة للنمو الكامل للجنين.
تؤدي التغيرات في ضغط دم المرأة الحامل الناجمة عن بعض الأدوية أيضا إلى تقليل توصيل العناصر الغذائية والأكسجين، مما يؤثر على تكوينها. كما أنها تسبب تقلصات في الرحم والتي، في الحالات الأكثر شدة، تضر الجنين أو تسبب الولادة المبكرة.
قد يعتمد التأثير السلبي لبعض الأدوية أثناء الحمل أيضا على الجرعة التي يتم تناولها، والتركيز، ومدى قدرة المشيمة على منع دخول المواد، وجسم الأم والعديد من العوامل الأخرى.