كتب معاذ طه
الـــتــــســامـــح
كلمة يرددها الجميع و لا يعي معناها إلا القليل فهي قمة لا يصلها إلا من أدرك معناها حقا . . .
يقول البعض سامحتك لكن للأسف يكون مجرد كلام فلا يلبث يتحرى الفرص ليردٌ الصاع صاعين بطريقة أو بأخرى
إن لم يكن بفعل يكون بكلمــــاآآآآت . . . . تهز البدن و قد تكون لها عواقب . . . لهذا لا تندم يوما على صمتك “إلا عن الحق طبعا” قد يظن البعض أنه ضعف لكنه قمة القوة كما يقال : “العيب ساهل” قواميسنا للأسف غنية بالكلمات البذيئة فهل القوة في استعمالها أو في كتم الغيض؟
أن أسامح يعني أن ألتمس لك الأعذار و أقواها أننا من بني آدم و كلنا خطاء فلو كنا قوما لا نخطئ لاستبدلنا الله بقوم يخطؤون ليستغفروه فيغفر لهم و هو غني عنا.
أن أسامح يعني أن اتجاوز عنك مهما بدر منك لأن ذنبي مع الله أعظم من ذنب العبد معي طمعا في أن يتجاوز الله عني، أيهما أعظم ذنب العبد مع أخيه أو مع ربه. . . ؟
استغفرك اللهم وأتوب اليك
أن اسامح يعني أن أعطي نفسي فرصة لتسامحني حين أخطئ لست معصومة أخطأت أنت اليوم و غدا يكون مني فتسامحني أيضا وهذه هي طبيعتنا
أن أسامح يعني أن أتذكر أن الله ليس ظلام للعبيد حاآآآآشأأأأأه ربي فما وضعك في هذا الموضع إلا لحكمة، وهو الحكيم العليم.
فإن أوذيت يوما فليس ظلما أبدا بل ليستخرج الله مني شيئا هو أعلم به إما عجب أوكبر أو. . . ليس ظلما بل استحقاقا
أن أسامح يعني أن أتذكر أن الله إذا أحب عبدا ابتلاه ،وقد يكون الابتلاء بأذى الناس فنصبر و ما جزاء الصابرين؟ زد عن ذلك أننا لسنا أفضل من سيد ولد آدم الذي أْوذي أشد إيذاء أين نحن من صبره مع إنه لو دعا على قوم لأطبق عليهم الأخشبين و الحادثة معروفة عليه الصلاة و السلام اكيد لسنامثله لكنه قدوتنا
أن أسامح يعني أن أتذكر حقيقتي و أنا ظلوما . . . جهولا . . . عجولا . . . نفسي أمارة بالسوء لولا ستر الله لست شيئا مذكورا كنت نطفة و غدا جثة
أن أسامح يعني أن أتذكر أن هذا العبد لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا فأنا له أن يؤذيني حتى لو اجتمع أهل الأرض جميعا لما فعلوا إلا أن شاء الله فالأمر كله أمره ان أراد شيئا إنما يقول له كن فيكون و نعم الأمر أمر الله
أن أسامح يعني أن لا ألتفت يمينا ولا شمالا لأحقق الطريق المستقيم فيكون قلبي متجه إلى الله لا ألتفت لفلان و لا علان و إلا انحرف الطريق فنقطتان تكفيان الأولى قلبي و الثانية متجهة إلى الله ومن كانت وجهته الله فهل يكون في قلبه غل أو كره لمخلوقات الله كيف ذلك والله ارتضاهم له عباد
و إن كانت نقطة ثالثة فهم أحبتي الذين هم على نفس المحور محور الطريق المستقيم يرشدوني، وينصحوني على طول الطريق
لا يزال في جعبتي الكثير إلا أن الكلمات لم تحظرني أخاف أن أقول مالا يليق أو ربما فعلت فأستغفر الله لي لكم