القاهرية
العالم بين يديك

طقوس

160

كنانة ونوس

تكثر أمي من دعائها لي حين أنوي الخروج..
اليوم مررت بها أخبرها أنني برفقة الصديقات ولن أتأخر، تبتسم ثم تتلو آية قرآنية وتقول: ياربي اجعلها أسعدهن واحمها من الحسد.
تجادلنا كثيرا قبل اختيارنا للمكان الذي سنجلس فيه فكل منا تريد مكانا أسوة بمن وعدته لينتظرها هناك فيتم لقاء النظرات والابتسامات بينهما.. أكبر الصديقات سنا اختارت المكان وذهبنا مرغمات.
في ذلك المكان وما أن جلست حتى شعرت بأني مراقبة، ظلٌّ ما جلس ورائي وأخذ يتابع كل تحركاتي، في بداية الأمر امتعضت ولعب بأعصابي الغضب، ولكن اللطف العظيم الذي اتصف به الظل جعلني أهدأ، لا بل وأيضا أراقب تصرفاتي كي تكون الأجمل، استغربت الصديقات التعديلات السريعة التي طرأت عليي فجأة. فضحكتي أصبحت بلا صوت وصوتي أصبح فجأة خجولا وحركة يدي أكثر حرفة في التنقلات الأنثوية.. وعندما قررنا العودة كان لا بد لي من التفاتة نحو ظله الحارس لأراه هذه المرة بالألوان.. كاد يغمى عليي..
وهكذا. . تكثر أمي من دعائها لي حين أنوي الخروج.. (ياربي اجعلها أسعدهن واحمها من الحسد)..

قد يعجبك ايضا
تعليقات