القاهرية
العالم بين يديك

يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا

249

كتب _علي البديوي  

انتشرت في الآونة الأخيرة ظواهر كثيرة للعنف في الشارع المصري خاصة ظاهرة القتل ، حيث أصبحت صفحات التواصل الإجتماعي ، وصفحات الحوادث في كل الصحف ، وقنوات التلفاز ليس لها حديث إلا عن جرائم القتل ، هل فقدنا معالم الإنسانية والرحمة في قلوبنا، أم نسينا الخالق وعِقابه لنا علي إرتكاب تلك الجرائم الشنعاء ، أن ننهي حياة إنسان بدون وجه حق ليس بأمر هين، فهدم الكعبة أهون عند الله من قتل نفس ، فالمتطلع على صفحات التواصل الإجتماعي يجد أن أكثر الحوادث هي جرائم قتل، وجميعها مع سبق الإصرار ،فالمتابع ومهتم بالتفاصيل وأحداث الجرائم يجدها جرائم ممزوجة بالعنف والقسوة في تفاصيلها وتنفيذها وهذا ليس بشئ غريب في جرائم القتل، ولكن الغريب في هذه الظاهرة أن كل هذه الجرائم التي تحدث في وقتنا الحالي نجدها جرائم قتل لأقارب وأصدقاء وجيران، بل تطور الأمر وأصبحت في الأسرة الواحدة،

حيث نري مقتل فتاة في العقد الثاني من عمرها علي يد والدها وعمها بعد شكهم في سلوكها بعد أن وردت إليهم معلومات أنها علي علاقة غير شرعية مع شاب، فقال والدها وعمها بتكبيلها بالحبال وألقوها في الترعة بالزقازيق دون أن يتحرك لهم ساكناً. 

وآخر شاب قام بذبح والدته بسكين بعد نشوب مشادة كلاميّة بينهما لرفضها اعطاءه المال لجلب المخدرات فقام بطعنها وأخذ المال وفر هارباً لجلب المخدرات.

وأخري بالدقهلية تذبح رضيعتها لتنتقم من زوجها فور خروجه للعمل حيث نشربت مشادة كلاميّة بينهما بسبب مصاريف المعيشة فقامت الأم بذبحها والتخلص منها. 

وآخر يقتل صديق عمره بسبب رفضه دفع ثمن المخدرات له بعد أن تعاطياها سويا. 

وشقيق تجرد من كل معاني الإنسانية كان يمتلك وأخيه محل شهير بأكتوبر فاختلفا علي الحسابات فقام بإطلاق النار على أخيه والمحاسب ثم أنهى حياته بعد ذلك بجوارهم . 

وزوجة المعادي التي قتلت زوجها بسبب خيانته لها وقيامه ببيع ذهب تمتلكه دون علمها وأخذ المال إلى عشيقته بعد اتفاقهما علي الزواج سراً وعلي الفور قامت بإنهاء حياته فور علمها بخيانته لها. 

وآخر يقتل زوجته بالفيوم بسبب نشوب مشادة كلاميّة بينهما لمنعها له بالتنقيب عن الآثار وفقام بإنهاء حياتها دون أن يتذكر الأيام الخوالي بينهم والمودة 

وزوج الأقصر صاحب الخمسين عاماً الذي خلى من مشاعر الأبوة والإنسانية، وأقبل على قتل ابنته وزوجته، حيث قام بضربهما بالخرطوم، ثم أحضر لهما طعاما به مبيد حشري، وأجبرهما على تناوله حتى لقيتا مصرعهما، وذلك لخلافات أسرية ، وهناك أمثلة كثيرة ،لحوادث لو سردناها لمل القلم من سردها ،ونفد الحبر من الأقلام قبل أن ينفذ الكلام عنها لأنها لا تعد ولا تحصى ،وكل ما أتحدث عنه ليس بحديثا يفترى أو قصص من الخيال بل هو واقعا وحقيقة مسجلة في محاضر رسمية في أقسام الشرطة، ولكن دعونا نتفق أن هناك أسباب واضحة وراء هذه الحوادث، فنحن بحاجة لمعرفة ما هي ألاسباب، وأيضا إيجاد حلول لهذه الظاهرة التي تسيء إلي المجتمع ككل. 

 ومن واقع عملي رئيساً لقسم الحوادث ومتابعاً للتفاصيل، فإنني أرى أن الشارع المصري شهدت الكثير من الحوادث الاسرية خلال الفترة الماضية _بين الأزواج تحديدا و بشكل كبير وبطرق مختلفة وبشعة. 

مع كل جريمة أري في أعين المتهم خلف القضبان الحصرة والندم أرى عيناه يملاؤها الكلام الذي يعجز الثمانية والعشرين حرفاً التعبير عنه ووصف ما به من ندم وعجز، ولكن دعونا نتفق أن جميعهم يجتمعون علي عبارة واحده ألا وهي «ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا» ولكن ليت الندم يجدي نفعاً.

فدعونا نتساءل ما هي الأسباب وراء انتشار جرائم القتل والعنف بين الأزواج؟ والعوامل والأسباب لحدوث تلك الجرائم؟ 

 أسباب ارتكاب الجرائم في الأسر كثيرة ومتعددة، تختلف من شخص لآخـر، فالـسلوك سواء كان مقبولا أو غير ذلك يظهر نتيجة تعايش الإنسان مع البيئة المحيطة به ، كما يختلف المستوى التعليمي، والوضع الاقتصادي، كل هذه الأمور وغيرها تؤدي إلى اختلاف وفروق من أسرة لٱخرى ، الأمر الذي يؤدي إلى وجود أسباب متعددة تعمل على زيادة احتمال ظهور الجرائم الأسرية بشـكل أو بآخر من أشكال العنف أو ارتكاب الجريمة عند البعض دون غيرهم. 

فبعض العادات والتقاليد التي تتبعها بعض الأسر خاصة أثناء عملية التنشئة الاجتماعية، والتي تتطلب من الرجل قدرا من الرجولة لقيادة الأسرة بحيث يشعر أنه لا يستطيع قيادتها بغير العنف.

الضغوط الحياتية التي تواجه بعض أفراد الأسرة نتيجة البطالة، أو انخفاض الدخل المادي، ضغوط العمل، عدم القدرة على تلبية احتياجات الأسرة، سوء العلاقات الاجتماعية بين الأزواج.

تعدد الزوجات والذي قد ينتج عنه عدم العدالة بين الزوجات وإهمال الزوج للأبناء وعدم تلبية احتياجاتهم يعد بيئة خصبة لممارسة العنف الأسري.

كثرة عدد أفراد الأسرة وضيق المسكن أو المنزل وعدم اتساعه لأعضاء الأسرة.

الفقر الشديد وما يصاحبه من عدم قدرة الزوج على تلبية احتياجات أعضاء الأسرة.

خروج المرأة للعمل وما ينتج عنه من إهمالها للأبناء ولزوجها، وما يترتب على ذلك من خلافات ومشكلات أسرية.

ثالثا: العوامل والأسباب الثقافية:

نقص الوعي الديني بين بعض أفراد الأسرة، وعدم التفرقة بين حق تأديب الزوجة وممارسة العنف ضدها.

 ضعف المستوى التعليمي بين بعض الأزواج وجهلهم بحقوق وواجبات كل من الزوج والزوجة.

 عدم وعي الآباء والأمهات بأساليب التنشئة الاجتماعية السوية والتربية الصحيحة للأبناء.

وتخصيص وقت للإستماع لهم ولمشكلاتهم بأسلوب راق بعيدا عن الصراخ والتوبيخ، التواجد في المنزل معهم قدر المستطاع فنحن افتقدنا دفء الأسرة منذ وقت كبير واللمة حول الأب والأم والإستمتاع بالوقت 

وأخيراً لابد أن يُفعل الأب دوره في الأسرة ،وأيضا الأم بدورها إحتواء الأبناء وقتها سوف يتم تحقيق المعادلة الصعبة وإنشاء جيل حاملاً للقيم والمبادئ يتقون الله ويخافون يوم يرجعون فيه إلي الله..

قد يعجبك ايضا
تعليقات