شعر/اسمهان اليعقوبي من تونس
متابعة عبدالله القطاري من تونس
يــا مــن تـحـكّم فـي قـلبي ومـا قـرُبا
أعـارنـي الـدّمعَ فـي الأحـداق مُـلتهبا
كـنـتَ الّــذي سـكـن الأنـفـاسَ مـنزلة
سـقـيمُ شــوق بـكـفّ الــرّوح مـنتصبا
سـقانيَ الـدّمعَ مـن كـأس النّوى عتبا
و الـحـزن يـلهو كـما الأشـباح مـضطربا
فـهمت فـي غـابة الـوجدان من أسف
تـكـسّب الـقـلبُ نــورَ الـحبّ مـنسكبا
سـيـف الـصّدود كـأبواب الـجحيم وقـد
تــــردّد الــنّـور فـيـهـا حــامـلا شُـهُـبـا
لـم يـترك الحبّ من قلبي ولا جسدي
ومــا لـقـيتُ مـن الـدّنيا سـوى الـكذبا
كــم رافـقـتني طـيـوف الـليل سـابحة
في موكب الشّعر يمحو الطّيفُ ما كتبا
والــبـوحُ فـــي دفـقـة الأنـغـام رونـقـه
أنــا الـغـنيّ بـأحـلامي الّـتـي سـحـبا
و كـلّـما اغـتالني فـي الـجرح مـوعده
إلاّ بـكى الـقلبُ فـي صـمت وقد طربا
وإن تـكـن مـحـكمات الـدّهـر تـقذفني
فـفي ريـاض الـهوى أستجلبُ السّحبا
أقـــارع الـصّـمت و الأمــواج تـصـرعني
والـفجر مـن كـأسه قـطر الـنّدى شربا
و راكـــب الـعـشـق لا تــرتـدّ صـولـتـه
إلاّ إذا كــان يُـجـزي الـقـلب مــا سُـلبا
و في المرايا ..يصوغ النّجم قصّته
و البدر يقبع في الظّلماء محتجبا
إنّي على ضفّة الاحلام ساجية
و الحلم يروي روابي الرّوح ما نضبا
نبضات قلبي أفاضت في تدفّقها
ومروءة عانقت كي تملأ القربا
فالرّوح قد جمعت من تاج معدنها
درّا ولروض المنى ألقت ما وجبا
و القيروان لها يبقى الشّذا أمدا
رقراقة مثل مزْن في دمي سُكبا