القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الشاعرالمختار اللّغماني

117

 عبدالله القطاري من تونس

– المختار اللغماني : ولد سنة 1952 – توفي في 10 جانفي 1977، (25 سنة).

– ولد في قرية الزارات (ڨابس)، وتوفي في تونس العاصمة وهو لا يزال في نضرة شبابه.

– تلقى تعليمه في المدرسة الابتدائية بقرية الزارات (1958-1964)، ثم التحق بمدرسة ڨابس الثانوية، وحصل على شهادة البكالوريا عام 1970، ثم قصد تونس العاصمة، فالتحق بكلية الآداب، قسم اللغة العربية، وتخرج فيها سنة 1976.

– عين أستاذًا بمدينة تستور، وتوفي بعد شهرين من تعيينه. 

– والمختار اللغماني شاعر مجدّد قلِق، كتب قصيدة التفعيلة، في شعره جدل ينشأ عبر تصارع الأفكار الداخلية بما يعكس نازع المناجاة، كما أن كثيرًا من قصائده تتعدّد فيها الأصوات وتتباين مستويات الذات الشاعرة، فهي أقرب إلى الحوار.

– مجمل شعره يصدر عن وعي يقظٍ لقضايا الواقع العربي مثل: «الهوية – المصير – الموقف من الآخر»، فضلاً عن اهتمامه بالقضايا السياسية الصريحة مثل القضية الفلسطينية.

– وإذا كانت قصائده تنطلق من لحظات معيشة آنيًا، فإنها تشتبك بالتاريخ، وتجد فيها شواهد تضيء الحاضر، وتبرّر نزوعه الثوري، ورغبته الكشف عن معاناة الإنسان العربي تحت أساليب القهر المختلفة، مبشرًا بغدٍ أفضلَ، قد تكون صريحة، وقد تتوسل بالرمز، وربما نجد في شعره أصداء لكبار شعراء الحداثة أمثال صلاح عبد الصبور ونزار قباني.

– له ديوان مطبوع بعنوان: «أقسمت على انتصار الشمس» – الدار التونسية للنشر – تونس 1978. 

 من قصيدة حفريات في جسد عربي

لا تهْدِرْ حُلْمي

باسْم الدينِ 

وباسْم القانونِ 

ولا تذْبح ْقَلَمي 

«كلماتُك حمرا» قالَ 

فما لونُ دمِي؟! 

إنّي أشْهد بحَمامِ العالمِ 

بالزّيتون المطعونِ 

وبالبحر المسجونِ 

وبالدنيا 

وأنا أعرِفُ ليس على الدنيا أحلى أو أغْلى من هَذي الدنيا 

أشهد أنّي عربيٌّ حتى آخرِ نبضٍ في عِرْقي 

عربيٌّ صَوْتي 

عربيٌّ عِشْقي 

عربيٌّ ضَحِكي وبُكائي 

عربيٌّ في رغباتي الممنوعةِ في أهوائي 

عربيٌّ فيما أشعرْ 

عربيٌّ فيما أكتبْ 

لكنَّ العالم أرحبْ 

لكنَّ العالم أرحبْ! 

عربيٌّ وأبو ذَرٍّ جَدّي 

حين يطولُ الليلُ ويدهمُني حُزْني 

وأنا طفلٌ معلولْ 

يبْسُم لي ويقول 

«يا ابني 

وسِّدْ قلقَ الليلِ إلى حِضْني!» 

أتدثّر بين عباءتهِ 

أتدفّأ عند سماحتهِ 

أتوسَّدُهُ 

يتوسّدني 

ويُهدهِدني 

وأقولُ له 

«علِّمني الفرحةَ يا جدّي 

امنحْ إسمك من عندي ما عندي!» 

فيُعلّمني ويُعلّمني ويُعلّمني 

ويصيرُ لقانا في «الرَّبْذةِ» 

أجملَ من كل كراسيِّ العَفَنِ! 

عربيٌّ والحلاّج أبي 

في يومٍ مجْروحٍ بالأمطارْ 

كان الجلاّدون يقودونه 

موثوقًا نحو النارْ 

كم كان جميلاً في جُبَّتهِ 

كم كان عظيمًا في هَيْبتهِ 

كنتُ أنا في الساحة صِحْتُ 

«لمنْ تترُكُني يا حلاجْ» 

والمطرُ الغاضِبُ لم يُفلحْ في تحريكِ الأمواجْ 

والبحرُ سيبْقى بَعْدك مَسْجونًا مَحْزونا!»

… اسامة الراعي ..

قد يعجبك ايضا
تعليقات