لماذا نعاني من الحساسية بشكل متزايد؟

د. إيمان بشير ابوكبدة 

يعاني حاليا حوالي واحد من كل ثلاثة أشخاص من مشكلة الحساسية، وقد ارتفعت الأرقام بشكل مطرد خلال العقود القليلة الماضية. وتشير التقديرات إلى أنه خلال عشر سنوات سيعاني 50% من سكان العالم من الحساسية.

في العقود الأخيرة، غيرت المدن مظهرها في جميع أنحاء العالم. اليوم، أصبحت الشقق أصغر حجما وأكثر عزلة، كما أدى التوسع في عدد العقارات المجهزة بتكييف الهواء إلى ظهور عث الغبار، العدو الأول لمرضي الحساسية. كما أدى فقدان العادات البسيطة، مثل تجفيف أغطية السرير في النوافذ، إلى زيادة عدد مسببات الحساسية في الشقق.

الحيوانات الأليفة

كما يفسر تضاعف عدد الحيوانات الأليفة في المنازل نمو العدد الإجمالي لمرضى الحساسية في العالم، حيث يعد شعر الحيوانات أيضا من مسببات الحساسية المهمة.

عادات الأكل

تمثل التغيرات العميقة في عادات الأكل لدى السكان في العقود الأخيرة خطرا على مرضى الحساسية. كان التغيير الرئيسي هو الانفجار في استهلاك الأطعمة المجمدة والمعالجة، مما أدى إلى إدخال بروتينات جديدة ومواد أخرى، تستخدم لحفظ الأطعمة ونكهتها، في النظام الغذائي.

النظافة المفرطة

قبل إدخال اللقاحات والمضادات الحيوية إلى المجتمع، كان الجسم معتادا على محاربة الفيروسات والبكتيريا. وفي الوقت الحالي، يؤدي انخفاض عدد الإصابات إلى تحول الجهاز المناعي إلى عناصر كانت تعتبر في السابق غير ضارة، مثل حبوب اللقاح وعث الغبار.

وقد تم إثبات نظرية النظافة هذه من خلال الدراسات الحديثة التي أظهرت كيف أن الأطفال المولودين في المناطق الريفية لديهم مقاومة أكبر وحالات أقل من الحساسية مقارنة بأولئك الذين نشأوا في الشقق في المدن الكبرى، مما يزيد من خطر الإصابة بنوبات الحساسية.

مرضى الحساسية حول العالم

وفي الدول الصناعية تضاعف عدد المصابين بالحساسية خلال الخمسة عشر عاما الماضية ، بينما في السبعينيات لم تصل نسبة المصابين بالحساسية إلى 5% من السكان.

نصائح 

تشخيص الحساسية بشكل صحيح. يمكنك القيام بذلك عن طريق إجراء اختبارات الحساسية، واستشارة الطبيب العام للحصول على المشورة المهنية.

تعديل نمط حياتك أو نظامك الغذائي لتقليل فرصة الإصابة بالحساسية.

إذا كانت الحساسية لا مفر منها، مثل الحساسية الموسمية أو حمى القش، فتأكد من أنك مجهز لمحاربتها بأفضل ما تستطيع.